لماذا لا نتغير إلى الأفضل دون تأجيل ولا تسويف طالما نستطيع ذلك، مثلما نتغير فعلا وقولا في رمضان بكل ما يعنيه الصيام من موجبات إيمانا واحتسابا وما ينهى عنه طاعة لله؟ فرب رمضان هو سبحانه رب شوال ورب كل الشهور . فديننا الحنيف يأمرنا بالتحلي بأخلاق القرآن وأخلاق النبوة في كل حياتنا، بالعمل الصالح وزجر النفس الأمارة بالسوء من إثرة وضعف الصبر على المكاره، وحصاد الألسنة من إساءات للغير ومكائد ونميمة وغيبة، وغير ذلك من خبائث القول والفعل التي انتشرت مع طغيان عصر المادة إلا من رحم ربي ممن اهتدى وأبصر الطريق ونهى النفس عن الهوى. ألا نفرح بفرصة عظيمة أن بلغنا الله رمضان في حياة مديدة بلا حساب، قبل أن تنقضي الآجال ويأتي حساب بلا عمل .. فما أعظمها من فرصة وفرحة أن نتخرج من مدرسة الصوم بالفوز بالعفو والمغفرة والمسارعة في كسب الحسنات وديمومة مضاعفتها من رمضان إلى رمضان لفلاح الدنيا والآخرة. إنها ليست نصائح ولا دروس فهذا الخير يعلمه كل مسلم، ويجب أن نربي عليه الأبناء ولا تسرقنا الغفلة في زمن صعب يؤثر في الأجيال أكثر مما تؤثر فيهم التربية الأسرية والمدرسية،، وقد قال الشاعر: النفس كالطفل إن تهمله شب على .. حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم ولذا يحتاج المرء المسلم إلى دروس رمضان زادا لبقية الشهور، يبدل طبائعنا ويجبلها على الخير ويزين نفوسنا ونجاحاتنا بالطاعات والأخلاق والصالحات، ويعمر حياتنا بالصفاء ونور الإيمان، ولا ينفرط هذا العقد الروحاني المضيء ولا ينفد مخزونه بعد رمضان، والبداية بين أيدينا مع نفحات شهر الصوم وحصاده العظيم في النفس لمن اتقى . قال تعالى (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب) فلنكثر من الطاعات وتلاوة القرآن الكريم وحفظه وتدبره، وأن نبدل طبائع النفس إلى جميل القول وحسن الأخلاق وطيب الأعمال، فما أجمل روح الإنسان عندما يتخلق لسانه وجوارحه ونفسه بأخلاق القرآن وفضائل رمضان والتأسي بسيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه . قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) نسأل الله تعالى أن يبلغنا تمام صيام رمضان وأن يتقبله منا وصالح الأعمال. وكل عام وأنتم ووطننا والأمة بخير. [email protected]