في هذه الأيام المباركة أتمنى للجميع صياما وقياما مقبولا، وأن يجدوا في توالي أيام هذا الشهر الكريم ما يؤكد فضله وأثره على الاجساد والعواطف معا، فالصوم هو من العبادات التي لا يدخلها الرياء غالبا، لذا جاء في الحديث القدسي (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) فخصه ربنا عز وجل بالانتساب له وجعل مضاعفة الجزاء له لا حدود لها، فالصوم أخص عبادات المسلم، حيث أنه يترك الطعام والشراب والشهوة من أجل الرب عز وجل، وهو إذا صبر على ذلك وترك ما هو مباح له أصلا، فإن ترك المحرمات يصبح له سهلا، فالصوم من الصبر وقد قال الله تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) فالصوم نصف الصبر كما ورد في الحديث، والصبر نصف الايمان، وهكذا يجتمع مع الصبر، والصبر نصف الايمان، فيكون العبد الى ربه أقرب، ولطاعة الله أعظم امتثالا، ولهذا كان من الصبر ان يضبط الصائم أعصابه في حال الخصومة فقد جاء في الحديث (إذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصحب، وإن سابه أحدا وشاتمه فليقل إني امرؤ صائم) فمن أهم فوائد الصوم التربوية أنه يعود الصائم الا يلغي صومه بسوء الخلق من السب أو التشم أو اللعن وما شابه ذلك، مما يجري على الألسنة في حال الانفعال والغضب أو أن يأتي سيئا على ذلك فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) فالصائم الذي يضبط نفسه حين الغضب كل شهر رمضان يتوقع منه أن يستمر على ذلك فليس من الحكمة في شيء أن يجاري الصائم السفهاء فيرد عليهم بمثل ما يتفوهون به من السباب، ولن يهدر صومه بأعمال دنيئة نهى عنها الشرع والعقل، ولو أن المسلم استطاع أن يكتسب من الصوم هذه العادة الطيبة في ضبط نفسه واصلاح سلوكه فمكسبه عظيم، ودوما الفضل يعود الى ما أمر الله به من هذه الطاعات كالصوم والصلاة وكلاهما يغير حال الانسان الى الأفضل، فالصوم يعلمه الصبر، والصلاة تنهاه عن الفحشاء والمنكر، وكل سنة وقراء البلاد طيبون وكل رمضان وهم أرقى تقبل الله من الجميع إنه سميع مجيب. ص ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043