أكد محللون ومراقبون في لبنان في تصريحات ل «عكاظ» أن دعوة وزراء الخارجية العرب الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، وتوجيه مهمة المبعوث العربي والدولي كوفي عنان لإجراء عملية نقل السلطة يشكل موقفا متقدما، وإن تأخر ويتيح الفرصة الأخيرة لحل الأزمة السورية سلميا. وقال المحلل السياسي طارق شندب إن دعوة المجلس الوزراي العربي في اجتماعه في الدوحة بشار الأسد إلى التنحي لن يدفعه حقا للتنحي لكنه يشكل عاملا مؤثرا دوليا و تحديدا على مهمة عنان. بحيث بات عمله محكوما بهذا السقف السياسي و بالتالي عليه التحرك وفقا له. وأضاف وزراء الخارجية العرب قالوا كلمة واضحة و هي أن لا استمرار للأسد على رأس النظام السوري. وما على العالم و تحديدا روسيا و إيران إلا أن يدركوا أن مصالحهم في العالم العربي سوف تنتصر في حال وقفوا في وجه هذا الإجماع العربي الكبير. ورأى أن قرار وزراء الخارجية العرب يجب أن يستتبع بتحرك عربي واسع باتجاه دول الغرب للتأكيد على الموقف العربي. من جهته، رأى المحلل الاستراتيجي الدكتور محمد عبد الغني أن طلب وزراء الخارجية العرب للرئيس بشار بالتنحي مقابل تأمين خروج سلمي له من السلطة يذكر بالإنذارات الأخيره التي وجهت لكل من صدام حسين، و معمر القذافي. وهكذا عرض ما كان لوزراء الخارجية العرب أن يقدموه لولا وجود معطيات تشير إلى قرب سقوط النظام. وتابع هذا العرض العربي وإن تأخر لكنه يشكل تطورا بارزا في الموقف العربي، و من شأنه أن يحدث أثرا كبيرا في الموقف الدولي خاصة إذا ما استتبع هذا الموقف بتحرك دبلوماسي وسياسي واضح بشكل كامل. ضاغطا على الدول التي تساند النظام بقتله لشعبه. وختم قائلا قرارات وزراء الخارجية العرب تأتي لتشكل دفعا للقمة الإسلامية التي ستعقد في مكة لأن السقف السياسي العربي قد حدد، وعلى القمة الإسلامية أن تحاكي هذا السقف.