أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الرئيس السوري بشار الأسد سوف يتخلى عن السلطة وأن المسألة مسألة وقت، فيما أعلن كاميرون دعمه لمهمة الموفد الدولي العربي كوفي عنان لتحقيق انتقال سلمي للسلطة في سورية، مؤكدا أن بلاده تقوم بتوثيق الجرائم التي تحدث في سورية لمحاسبة مرتكبيها. كما حضر الملف الإيراني خلال المؤتمر الصحفي فأكد أوباما وكاميرون أن "الوقت والمجال" ما زالا متاحين للعمل على التوصل إلى حل دبلوماسي مع إيران وسيواصلان الضغوط. ويعرض عنان غدا، أمام مجلس الأمن الدولي أولى نتائج مهمته في سورية. ويتوجه عنان إلى مجلس الأمن عبر دائرة فيديو مغلقة من جنيف بحسب دبلوماسيين من دول أعضاء في المجلس. وكان عنان قد أكد أنه تلقى ردا من السلطات السورية على المقترحات التي قدمها للرئيس بشار الأسد، وأنه ينتظر المزيد من الإجابات، فيما أعلنت دمشق أن عنان "لم يقدم ورقة مكتوبة إنما قدم أفكارا ومقترحات، بمعنى أنه لا ورقة". وقال عنان في بيان أمس "نظرا إلى الوضع الخطير والمأساوي على الأرض، على الكل أن يدرك أن الوقت يضغط". وأضاف البيان "كما قال عنان خلال زيارته إلى المنطقة لا يمكننا أن نسمح بأن يطول أمد هذه الأزمة". وكان عنان أعلن الأحد الماضي أنه قدم للرئيس الأسد "سلسلة مقترحات ملموسة" لتسوية الأزمة في سورية. وردا على سؤال في أنقرة قال عنان "متى تم الحصول على رد الرئيس الأسد سنعرف كيف نتحرك"، مشددا على ضرورة "وقف عمليات القتل وأعمال العنف" في سورية. وفي المقابل قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحفي أمس "طالما أن كوفي عنان لم يقدم ورقة فإن الرد السوري هو أيضا بلا ورقة، لأنه لم يتم التوصل إلى ورقة". وأضاف "على سبيل المثال لا يمكن للسلطات السورية أن تجيب على بند العنف أو موضوع التسلح الخارجي بنعم أو لا، المسألة ليست أسود أو أبيض فالسلطات السورية تفرق بين العنف والعنف المضاد". وأضاف مقدسي أن "دمشق رحبت بعنان كمبعوث للأمم المتحدة دون اعتباره مبعوثا للجامعة العربية"، مضيفا أن "الأزمة في سورية مركبة والحل سيكون داخليا وخارجيا. وفي موسكو انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الرئيس السوري بسبب "التأخير الكبير" في تطبيق الإصلاحات لإنهاء الأزمة. وقال لافروف خلال جلسة أسئلة وأجوبة في مجلس الدوما إن نظام الأسد "اعتمد إصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية، ولكن ذلك تأخر كثيرا". وأضاف "للأسف كل نصائحنا لم تطبق حتى الآن في الوقت اللازم على الإطلاق". وتابع محذرا "إن اقتراح بدء حوار وطني في سورية يأتي أيضا متأخرا. وفي الأثناء المقاومة المسلحة تتقدم ميدانيا وهذا الجمود يمكن أن يبتلع الجميع في النهاية".