تنعقد القمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة في ظل ظروف صعبة ومعقدة تتطلب إرادة صلبة لمواجهة كافة التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية، وفي مقدمة كل تلك التحديات تعزيز التضامن وتفعيل مسيرة العمل الإسلامي المشترك وتطوير الآليات ومواجهة الحملات الظالمة التي يتعرض لها الإسلام. فديننا الإسلامي دين حق ورحمة وتسامح واعتدال يرفض الغلو والتطرف. من هنا جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الكريمة والمسؤولة لعقد مؤتمر اسلامي استثنائي وهو ليس الأول، فقد دعا الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى قمة استثنائية عام 2005 والتي صدر عنها برنامج العمل العشري الذى يعتبر اطارا لأنشطة منظمة التعاون الاسلامي في المجالات المختلفة. فمن الواقع الإسلامي المضطرب الذي تعيشه الدول العربية سواء في فلسطين أو العراق أو سوريا أو لبنان واليمن وصولا إلى الصومال وأوضاع أفغانستان، كل هذه الأزمات التي تتخبط فيها الأمة العربية الإسلامية تستوجب من القمة الاستثنائية التصدي للأوضاع الصعبة، كوننا بتنا على فوهة بركان، والأخطار باتت تحدق بنا وبأمتنا العربية والاسلامية المهددتين عبر المشروعين الاسرائيلي والايراني، وآثار هذه المشاريع باتت ملامحها واضحة ان في البحرين أو عبر تهديد الامن العربي بشكل مستمر عبر التدخل في شؤونه الداخلية من قبل هذين المشروعين في محاولة منهما للسيطرة على الواقع العربي بأكمله. هذه القمة الآن ينتظر منها أن تعالج الكثير مما تتخبط فيه الدول العربية والإسلامية، فليس مسموحاً لأي تقاعس عربي أمام هذه الدعوة، لأن المملكة عودتنا أن تحسس المسؤولية، ولم يعد خافيا على أحد الدور الكبير للمملكة في تحصين الواقع العربي والاسلامي، فلو تمت الاستجابة لنداء الملك عبدالله في قمة الكويت لكنا وفرنا الكثير من الدماء والخلافات، لكن النظام السوري المرتبط بمشاريع خارجية، بالإضافة إلى أهدافه التي باتت واضحة في العالم العربي، فالمخطط السوري الذي يترجم إجراما بالشعب ومحاولاته لإضعاف الواقع العربي أصبحت مكشوفة، فالنظام السوري سقط داخليا، ويحتاج مزيدا من التضامن العربي ليسقط خارجيا، مع الإشارة إلى الموقف العربي الذي أطلقته المملكة في اتخاذ المبادرات لوقف حقن الدماء السورية. وبناء لدعوة خادم الحرمين الشريفين على العرب أن ينخرطوا بقوة في جبهة واحدة، لتحصين أمن العالم العربي تنطلق من موقف واضح ورافض لكل أشكال التشرذم والمصالح الضيقة، ومهما تكن التبريرات، فالامة العربية اليوم بأمس الحاجة الى الحوار البناء وتحصين الأمن كون الواقع العربي الإسلامي يعاني تفككا. ونخص بالذكر الأطماع الروسية للوصول الى المياه الدافئة على حساب سوريا وعلى حساب الواقع العربي والإسلامي. المسؤولية الكبرى تقع على الأمة الاسلامية، التي بات لزاماً عليها ان تتجاوب مع هذه الدعوة المسؤولة، فالحلول يجب أن تبدأ لكل المشكلات الأمنية والساسية والاقتصادية التي تهدد ايضاً الواقع العربي الاسلامي مثل دول جنوب السودان والصومال وافغانستان. هنالك مسؤولية مشتركة تقع على الامة الإسلامية لتنفيذ الخطط التي جرى الاتفاق عليها سابقاً في القمة الاستثنائية عام 2005 وفي القمم العربية التي عقدت وأبرزها ما دعا إليه خادم الحرمين لمصالحة عربية لمواجهة كل هذه التحديات التي تحيط بالأمة على كل الصعد.