تبدأ القمة العربية العادية دورتها الحادية والعشرين في العاصمة القطرية غداً الاثنين الثالث من شهر ربيع الآخر 1430 ه الموافق 30 مارس 2009 م وتستمر يومين وسط ظروف استثنائية تمر بها المنطقة تتطلب تضافر الجهود لتحقيق المصالح العليا للأمة العربية. وتتصدر القضية الفلسطينية بكل جوانبها مناقشات القادة خاصة وأنها تشهد في هذه الدورة تطورات لافتة أهمها نتائج الحوار الفلسطيني الذي التأم في القاهرة خلال الأسابيع القليلة الماضية ، إلى جانب استكمال جهود المصالحة العربية التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله خلال القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في الكويت في شهر يناير الماضي , وتابع أيده الله جهوده لتكريسها وتحقيقها على الواقع عبر الاتصالات الهاتفية مع بعض القادة العرب , وصولا إلى القمة العربية المصغرة التي عقدت في مدينة الرياض في الرابع عشر من شهر ربيع الأول الماضي الموافق 11 مارس الجاري برعاية خادم الحرمين الشريفين وحضور الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية , والرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية , وسمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت , تلك القمة التي وصفها صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بأنها أذابت الجليد في العلاقات العربية البينية. وجاءت القمة المصغرة بحسب البيان الصحفي الذي صدر عقب اختتامها استكمالاً لما بدأ في قمة الكويت في 20 يناير 2009م من دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لطي صفحة الماضي وتجاوز الخلافات لمصلحة الأمة العربية. وعد القادة اجتماعهم بداية لمرحلة جديدة في العلاقات تسعى فيها الدول الأربع لخدمة القضايا العربية بالتعاون فيما بينهم والعمل الجاد والمتواصل لما فيه خير الدول العربية والاتفاق على منهج موحد للسياسات العربية في مواجهة القضايا الأساسية التي تواجه الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى القمة العربية المصغرة بأنها خطوة مهمة على طريق معالجة الانقسامات العربية وإصلاح الموقف العربي. وأعرب عن اطمئنانه لهذه المسيرة التي جاءت في لحظة مناسبة تماما لافتا إلى أن هذه الجهود ستظل مستمرة ليس فقط لعقد قمة ناجحة ولكن لإصلاح الموقف العربي نفسه ومن أجل تحقيق المصلحة العربية العليا ولمواجهة التحديات الخطيرة الموجودة إقليميا ودوليا. وتبرز في صدارة الملفات الساخنة التي سيناقشها قادة الأمة العربية في قمتهم بالدوحة الوضع في السودان في ضوء تداعيات مذكرة المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس عمر حسن البشير والخطوات القانونية والدبلوماسية التي بذلت على الصعيدين العربي والإفريقي لمواجهة تلك التداعيات. وخلال الفترة بين القمتين العربيتين السابقة في دمشق والمقبلة في الدوحة شهدت المنطقة العربية العديد من التطورات والأحداث أبرزها التطورات في المشهد الفلسطيني المتمثل في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الذي استمر أكثر من ثلاثة أسابيع وهو التطور الذي يتطلب بلورة إستراتيجية موحدة للتعامل مع آثاره السلبية , ومع تطورات المشهد السياسي في إسرائيل بفوز حزب الليكود برئاسة الحكومة في إسرائيل المعروف بتطرفه , وهو ما يفرض أسلوبا سياسيا للتعاطي مع هذا الوضع. في هذا السياق قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في تصريحات له أمس إن القضية الفلسطينية بكل جوانبها تتصدر كالعادة جدول أعمال القمة العربية إلى جانب ملف السلام في الشرق الأوسط الذي أصبح مهددا بالتعطيل خاصة مع صعود بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود إلى السلطة في ضوء الانتخابات الأخيرة بالتحالف مع القوى اليمينية الأكثر تطرفا في إسرائيل. وعبر عن الأمل في أن تعمل الإدارة الأمريكية على استئناف عمل جدي لتحقيق السلام القائم على العدل والاستجابة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، مؤكدا أن كل ذلك يتطلب أن تنظر القمة العربية بتعمق في كل هذه الأمور لاتخاذ القرارات اللازمة للتعامل معها. وأضاف إن ملفات العراق والصومال ولبنان والعلاقات الإقليمية للعالم العربي ستكون مطروحة على قمة الدوحة. وعن رؤيته لما تحقق بين القمة الماضية التي عقدت في دمشق وقمة الدوحة على صعيد العمل العربي المشترك ، أعرب الأمين العام للجامعة عن اقتناعه بأن الانجاز الأهم الذي تحقق يتمثل في عقد القمة الاقتصادية والتنموية بالكويت في شهر يناير الماضي وكذلك القرارات الخاصة بشأن إعمار غزة والموقف العربي من أحداث غزة إلى جانب الكثير من التطورات التي جرت في إطار السلام أو النزاع العربي الإسرائيلي ، يضاف إلى ذلك العديد من الملفات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية الملحة التي تتطلب قرارات عربية فاعلة تعزز من التضامن بين الشعوب العربية. وعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القادة العرب منذ إنشاء الجامعة في العام 1945 م حتى الآن (31 ) مؤتمرا منها (20) مؤتمرا عاديا و (11) مؤتمرا غير عادي . وبدأ تاريخ القمم العربية منذ مايو من عام 1946 بانعقاد قمة أنشاص الطارئة بالأسكندرية لمناصرة القضية الفلسطينية تلتها بعد عقد تقريبا قمة بيروت الطارئة في شهر نوفمبر من عام 1956 لدعم مصر ضد ما عرف فيما بعد بالعدوان الثلاثي. إلا أن تاريخ القمم العربية، بوصفها مؤسسة سياسية بدأ فعليا في عام 64 مع التئام القمة العربية الأولى في العاصمة المصرية بعقد 17 قمة عادية وتسعة مؤتمرات قمة طارئة كان آخرها مؤتمر القاهرة في أكتوبر من العام 2000 م لدعم الانتفاضة الفلسطينية . فقد عقد مؤتمر القمة العربية غير العادية في أنشاص بالأسكندرية في جمهورية مصر العربية يومي 28 و 29 مايو 1946 وأكدت على قضية فلسطين وعروبتها واعتبرتها في قلب القضايا العربية الأساسية وأن مصير فلسطين مرتبط بمصير دول الجامعة العربية كافة وأن ما يصيب عرب فلسطين يصيب شعوب الجامعة العربية ذاتها . وحذرت من خطر الصهيونية , وشددت على أن الوقوف أمام هذا الخطر الجارف واجب يترتب على الدول العربية والشعوب الإسلامية جميعا. وفي الثالث عشر من شهر نوفمبر عام 1956 عقد مؤتمر القمة العربية غير العادية الثانية في بيروت ودعت إلى الوقوف إلى جانب مصر ضد العدوان الثلاثي عليها وأكدت سيادة مصر على قناة السويس وفق معاهدة 1888 والمبادئ الستة التي أقرها مجلس الأمن الدولي في 13/10/1956 , وأيد نضال الشعب الجزائري للاستقلال . ودعت القمة العربية العادية السادسة التي عقدت في الجزائر خلال الفترة من 26 إلى 28 نوفمبر 1973 إلى الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس وإلى استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة ورحبت القمة بانضمام الجمهورية الموريتانية إلى جامعة الدول العربية . وعقد مؤتمر القمة العربي العادي السابع في الرباط خلال الفترة من 26 إلى 29 من شهر أكتوبر عام 1974 م وأكد المؤتمر ضرورة الالتزام باستعادة كامل الأراضي العربية المحتلة في عدوان يونيو 1967 وعدم القبول بأي وضع من شأنه المساس بالسيادة العربية على مدينه القدس واعتمدت القمة العربية منظمة التحرير ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني . وبدعوة من المملكة العربية السعودية عقدت في مدينة الرياض قمة عربية مصغرة شملت 6 دول عربية خلال الفترة من 16 إلى 18 من شهر أكتوبر 1976 بهدف وقف نزيف الدم في لبنان وإعادة الحياة الطبيعية إليها ودعت إلى وقف إطلاق النار في لبنان وإعادة الحياة الطبيعية إليه واحترام سيادته ورفض تقسيمه، وإعادة إعماره، وفي الفترة من 25 إلى 26 من شهر أكتوبر 1976 عقد مؤتمر القمة العربي العادي الثامن في القاهرة وصادق المؤتمر على قرارات وبيان وملحق القمة العربية السداسية في الرياض ودعا إلى إسهام الدول العربية كل حسب إمكاناتها في إعادة تعمير لبنان وأكدت القمة على الالتزام بدعم التضامن العربي . وفي الفترة من 2 إلى 5 من شهر نوفمبر 1978 عقد مؤتمر القمة العربي العادي التاسع في العاصمة العراقية بغداد, وأكدت القمة على دعم منظمة التحرير الفلسطينية وضرورة موافقة القمة العربية على أي حل مستقبلي للقضية الفلسطينية . وقرر المؤتمر عدم الموافقة على اتفاقيتي كامب ديفد الموقعة بين مصر وإسرائيل لتعارضها مع قرارات مؤتمرات القمة العربية . وفي هذا المؤتمر تم نقل مقر الجامعة العربية من مصر, ومقاطعتها وتعليق عضويتها في الجامعة مؤقتا لحين زوال الأسباب . وعقد مؤتمر القمة العربي العادي العاشر في تونس خلال الفترة من 20 إلى 22 من شهر نوفمبر 1979م وأكدت القمة الالتزام الكامل بدعم القضية الفلسطينية وأدانت اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة الصلح المصرية الإسرائيلية ودعت القمة إلى تعزيز العلاقات مع منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الوحدة الإفريقية وحركة عدم الإنحياز وغيرها من المنظمات والدول لما فيه تطوير مواقف هذه الدول والمنظمات لنصرة القضايا العربية . وأكد المؤتمر سيادة لبنان الكاملة على أراضيه كافة والحفاظ على استقلاله ووحدته الوطنية ورفض محاولات الهيمنة الصهيونية على الجنوب اللبناني . وعقد مؤتمر القمة العربي العادي الحادي عشر في العاصمة الأردنية عمان خلال الفترة من 25 إلى 27 نوفمبر 1980م وصادقت القمة على برنامج العمل العربي المشترك لمواجهة العدو الصهيوني كما صادقت على ميثاق العمل الاقتصادي القومي . أما مؤتمر القمة العربي العادي الثاني عشر فعقد في مدينة فاس المغربية على مرحلتين المرحلة الأولي في 25 نوفمبر عام 1981م . والمرحلة الثانية خلال الفترة من 6 إلى 9سبتمبر عام 1982م وأقر خلالها مشروع الملك فهد للسلام في الشرق الأوسط وأصبح مشروعا للسلام العربي . وأدان المؤتمر العدوان الإسرائيلي على شعب لبنان وأرضه وقرر دعم لبنان في كل مايؤول إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن القاضية بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية حتى الحدود الدولية المعترف بها . وفي الفترة من 7 إلى 9 أغسطس 1985م عقد مؤتمر القمة العربي غير العادي الرابع في الدار البيضاء بالمغرب , وأكد المؤتمر الالتزام الكامل بميثاق التضامن العربي وقرر تأليف لجنتين لتنقية الأجواء العربية . وأعلن المؤتمر تصميمه على وضع حد سريع للحرب العراقية الإيرانية من خلال حل سلمي عادل ومشرف للنزاع بين البلدين . واستنكرت القمة الإرهاب بجيمع أشكاله وأنواعة ومصادرة وفي مقدمته الإرهاب الإسرائيلي داخل الأراضي العربية المحتلة وخارجها . وفي الفترة من 8 إلى 11 نوفمبر 1987 م عقد مؤتمر القمة العربي غير العادي الخامس في العاصمة الأردنية عمان وقرر المؤتمر إدانة احتلال إيران لأراضي العراق والتضامن الكامل مع العراق للدفاع عن أرضه وسيادته كما أدان المؤتمر الاعتداءات الإيرانية على دولة الكويت . ودعت القمة إلى ضمان حرية الملاحة الدولية في الخليج العربي وفقا لقواعد القانون الدولي . وأكد المؤتمر تضامنه الكامل مع المملكة العربية السعودية وتأييده للإجراءات التي تتخذها لتوفير الأجواء المناسبة كي يؤدي حجاج بيت الله الحرام شعائر الحج في أمن وخشوع ومنع أية إساءة لحرمة بيت الله الحرام ومشاعر المسلمين . كما أكد المؤتمر رفضه لأية أعمال شغب في الأماكن المقدسة تمس بأمن وسلامة الحجاج وسيادة المملكة العربية السعودية وحق المملكة في اتخاذ ما تراه من إجراءات مناسبة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث . وقرر المؤتمر إدانة الإرهاب بكافة أشكاله وأساليبه ومصادرة ورفض محاولات المساواة بين الإرهاب وحركات التحرر الوطنية وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال . وأيدت القمة عقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط برعاية الأممالمتحدة . وفي الفترة من 7 إلى 9 يونيو1988م عقد مؤتمر القمة العربي غير العادي السادس في العاصمة الجزائرية ودعا إلى تقديم جميع أنواع المساندة والدعم لاستمرار مقاومة وانتفاضة الشعب الفلسطيني كما طالب المؤتمر بعقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط تحت إشراف الأممالمتحدة وعلى قاعدة الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة . وأدان المؤتمر الاعتداء الإسرائيلي على العراق الذي استهدف ضرب المفاعل النووي العراقي والعدوان على الجمهورية التونسية بضرب مقر منظمة التحرير الفلسطينية واغتيال الشهيد خليل الوزير وكذلك الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان واستهدافها المدنيين الأبرياء . وفي الفترة من 23 إلى 26 مايو 1989م عقد مؤتمر القمة العربي غير العادي السابع في الدار البيضاء بالمملكة المغربية ورحب المؤتمر باستئناف جمهورية مصر العربية لعضويتها الكاملة في جامعة الدول العربية . وبارك المؤتمر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وناشد دول العالم الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية وتمكينها من ممارسة سيادتها على ترابها الوطني . وفي الشأن اللبناني طالب المؤتمر الأطراف اللبنانية كافة باحترام وقف إطلاق النار بصفة فورية دائمة وكاملة . وفي الفترة من 28 إلى 30 مايو 1990م عقد مؤتمر القمة العربي غير العادي الثامن في بغداد ودعت القمة إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية وإدانة الهجرة اليهودية إلى فلسطين والأراضي العربية المحتلة . وعن الأوضاع على الساحة اللبنانية أكد المؤتمر أن اتفاق الطائف هو الإطار المناسب للمحافظة على مصالح جميع اللبنانيين بدون استثناء وأنه يشكل السبيل الوحيد لإخراج لبنان من دوامة العنف وتحقيق الأمن والسلام في ربوع لبنان . وأدان المؤتمر التهديدات الأمريكية باستعمال القوة ضد ليبيا كما أدان قرار الكونجرس الأمريكي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل . وأكد المؤتمر حق الأمة العربية في استخدام العلم والتكنولوجيا في التنمية . وإثر الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت عقد مؤتمر القمة العربي غير العادي التاسع في القاهرة خلال الفترة من 9 إلى 10 أغسطس 1990 وأدان المؤتمر العدوان العراقي على دولة الكويت ورفض نتائجه وأكد سيادة الكويت واستقلالها وسلامتها الإقليمية وشجب التهديدات العراقية لدول الخليج العربية والتضامن معها والاستجابة لطلب المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي الأخرى بنقل قوات عربية لمساندتها . وفي الفترة من 21 إلى 23 يونيو 1996م عقد في القاهرة مؤتمر القمة العربي غير العادي العاشر وقرر المؤتمر من حيث المبدأ إنشاء محكمة العدل العربية وتكليف المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية باتخاذ ما يلزم نحو الإسراع في إقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى . ودعت القمة إلى مواصلة عملية السلام كهدف وخيار استراتيجي وفق مبادئ مؤتمر مدريد وطالب المؤتمر بانضام إسرائيل إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط . وفي الفترة من 21 الى 22 اكتوبر عام 2000م عقد مؤتمر القمة العربي غير العادي الحادي عشر في القاهرة . واستجابة لاقتراح المملكة العربية السعودية لوضع آلية عملية مناسبة لدعم صمود الشعب الفلسطيني والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس وتمكين الاقتصاد الفلسطيني من تطوير قدراته الذاتية قرر المؤتمر إنشاء صندوق باسم (انتفاضة القدس) بموارد تبلغ مائتي مليون دولار أمريكي يخصص للإنفاق على عوائل وأسر شهداء الانتفاضة . وإنشاء صندوق اخر باسم ( صندوق الأقصى) بموارد تبلغ ثمانمائة مليون دولار أمريكي تخصص لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية الإسلامية للقدس وتمكين الاقتصاد الفلسطيني من تطوير قدراته الذاتية وفك الارتباط بالاقتصاد الإسرائيلي . وأعرب المؤتمر عن عن بالغ تقديره لخادم الحرمين الشريفين لقرار إسهام المملكة العربية السعودية بربع المبلغ المخصص لهذين الصندوقين . وفي بداية الألفية الجديدة عادت مؤتمرات القمم العربية إلى الانتظام بشكل دوري وسنوي فقد عقدت القمة العربية العادية الثالثة عشرة في العاصمة الأردنية عمان في الفترة من 27 إلى 28 مارس عام 2001م وأكد المؤتمر تضامنه التام مع الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة . كما أكد المؤتمر سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وتأييد جميع الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة . ودعت القمة إلى تعزيز التضامن العربي وتفعيل مؤسسات العمل العربي المشترك . وفي الفترة من 27 إلى 28 مارس 2002م عقد مؤتمر القمة العربية العادية الرابعة عشرة في مدينة بيروت وتبنى المؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للسلام في الشرق الأوسط وأصبحت مبادرة عربية للسلام . ودعت القمة الدول العربية لدعم ميزانية السلطة الوطنية الفلسطينية بمبلغ إجمالي قدرة 330مليون دولار أمريكي ولمدة ستة أشهر قابلة للتجديد إضافة إلى دعوة الدول الأعضاء إلى تقديم دعم إضافي قدرة 150 مليون دولار توجه لصندوقي الأقصى وانتفاضة القدس تخصص لدعم مجالات التنمية في فلسطين . وقرر المؤتمر التضامن مع لبنان لاستكمال تحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلى حتى الحدود المعترف بها دوليا بما في ذلك مزارع شبعا. كما أدان المؤتمر إسرائيل لاستمرار احتلالها الجولان العربي السوري المحتل. وجدد المؤتمر رفضه القاطع وإدانته الحاسمة للإرهاب بكافة أشكاله وصوره . وأكد المؤتمر دعم كل من العراق وسوريا في مياه نهري دجلة والفرات ودعوة تركيا إلى التوصل لاتفاق نهائي لتقسيم عادل ومعقول للمياه يضمن حقوق البلدان الثلاثة. وفي 1 مارس 2003م عقد مؤتمر القمة العربى العادي الخامس عشر في شرم الشيخ بمصر وأكد المؤتمر رفضه المطلق لضرب العراق أو تهديد أمن وسلامة أي دولة عربية ودعم صمود الشعب الفلسطينى . وفي الفترة من 22 إلى 23 مايو 2004م عقد مؤتمر القمة العربي العادي السادس عشر في تونس . وأدان المؤتمر العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد على الشعب الفلسطيني وسلطته . وأكد القادة العرب دعمهم للبنان في مواجهة إسرائيل لاستكمال تحرير كامل أرضه بما فيها مزارع شبعا وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 425 . وحول أسلحة الدمار الشامل دعا المؤتمر إلى اعتماد المبادرة العربية المقدمة لمجلس الأمن في ديسمبر 2003م الرامية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها السلاح النووي وإلى انضمام إسرائيل لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وأكد المؤتمر عزم المجتمعين على مواصلة خطوات الإصلاح الشامل التي بدأتها دولهم في كافة المجالات لتحقيق التنمية المستدامه وتوسيع مجال المشاركة في الشأن العام كما تقرر إدخال التعديلات اللازمة على ميثاق جامعة الدول العربية . ودعا المؤتمر إلى التصدي لظاهرة الإرهاب وعدم الخلط بين الإسلام والإرهاب والتمييز بين المقاومة المشروعة والإرهاب. وعقد مؤتمر القمة العربي العادي السابع عشر في الجزائر في الفترة من 22 إلى 23 مارس 2005م . وجدد القادة الالتزام بمبادرة السلام العربية بوصفها المشروع العربي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم . وأدان المؤتمر استمرار إسرائيل في بناء الجدار التوسعي وأكدوا الأهمية الفائقة لفتوى محكمة العدل الدولية الصادرة بهذا الشأن . كما أكد القادة رفضهم للقانون المسمى / محاسبة سوريا/ وعدوه تجاوزا لمبادىء القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة وأعلنوا تضامنهم التام مع سوريا . وجدد المؤتمر إدانته القاطعة للإرهاب بجميع أشكاله وأكد أهمية ما توصل إليه المؤتمر الدولي للإرهاب الذي عقد في الرياض في فبراير 2005م خاصة ما يتعلق بإنشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب . وعقد مؤتمر القمة العربي العادي الثامن عشر في الخرطوم في الفترة من 28 إلى 29 مارس 2006م وأكد المؤتمر مجددا على مركزية قضية فلسطين وعلى الخيار العربي لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وجدد القادة تمسكهم بالمبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002م .ودعا المؤتمر إيران إلى الإنسحاب من الجزر العربية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وإعادتها إلى سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة . وفي التاسع من شهر ربيع الأول 1428ه الموافق 28 / 29 مارس / آذار 2007م . استضافت المملكة العربية السعودية القمة العربية العادية التاسعة عشرة لمدة يومين. وأكد القادة العرب في إعلان الرياض الذي صدر في ختام القمة ضرورة العمل الجاد لتحصين الهوية العربية ودعم مقوماتها ومرتكزاتها وترسيخ الانتماء إليها في قلوب الأطفال والناشئة والشباب وعقولهم باعتبار أن العروبة ليست مفهوما عرقيا عنصريا بل هي هوية ثقافية موحدة ، تلعب اللغة العربية دور المعبر عنها والحافظ لتراثها وإطار حضاري مشترك قائم على القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية ، يثريه التنوع والتعدد ، والانفتاح على الثقافات الإنسانية الأخرى ، ومواكبة التطورات العلمية والتقنية المتسارعة ، دون الذوبان أو التفتت أو فقدان التمايز ، وقرروا إعطاء أولوية قصوى لتطوير التعليم ومناهجه في العالم العربي ، بما يعمق الانتماء العربي المشترك ، ويستجيب لحاجات التطوير والتحديث والتنمية الشاملة ، ويرسخ قيم الحوار والإبداع ، ويكرس مبادئ حقوق الإنسان والمشاركة الإيجابية الفاعلة للمرأة . وأوصوا بتطوير العمل العربي المشترك في المجالات التربوية والثقافية والعلمية ، عبر تفعيل المؤسسات القائمة ومنحها الأهمية التي تستحقها ، والموارد المالية والبشرية التي تحتاجها ، خاصة فيما يتعلق بتطوير البحث العلمي ، والإنتاج المشترك للكتب والبرامج والمواد المخصصة للأطفال والناشئة ، وتدشين حركة ترجمة واسعة من اللغة العربية وإليها ، وتعزيز حضور اللغة العربية في جميع الميادين بما في ذلك في وسائل الاتصال والإعلام والانترنت وفي مجالات العلوم والتقنية . وأكدوا أهمية نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح ورفض كل أشكال الإرهاب والغلو والتطرف وجميع التوجهات العنصرية الإقصائية وحملات الكراهية والتشويه ومحاولات التشكيك في قيمنا الإنسانية أو المساس بالمعتقدات والمقدسات الدينية والتحذير من توظيف التعددية المذهبية والطائفية لأغراض سياسية تستهدف تجزئة الأمة وتقسيم دولها وشعوبها وإشعال الفتن والصراعات الأهلية المدمرة فيها . ودعا القادة العرب إلى ترسيخ التضامن العربي الفاعل الذي يحتوي الأزمات ويفض النزاعات بين الدول الأعضاء بالطرق السلمية وفي إطار تفعيل مجلس السلم والأمن العربي الذي أقرته القمم العربية السابقة، وتنمية الحوار مع دول الجوار الإقليمي وفق مواقف عربية موحدة ومحددة ، وإحياء مؤسسات حماية الأمن العربي الجماعي وتأكيد مرجعياته التي تنص عليها المواثيق العربية والسعي لتلبية الحاجات الدفاعية والأمنية العربية . وجددوا التأكيد على خيار السلام العادل والشامل باعتباره خيارا استراتيجيا للأمة العربية وعلى المبادرة العربية للسلام التي ترسم النهج الصحيح للوصول إلى تسوية سلمية للصراع العربي - الإسرائيلي مستندة إلى مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها ومبدأ الأرض مقابل السلام . وتأكيد أهمية خلو المنطقة من كافة أسلحة الدمار الشامل بعيدا عن ازدواجية المعايير وانتقائيتها محذرين من إطلاق سباق خطير ومدمر للتسلح النووي في المنطقة ، ومؤكدين على حق جميع الدول في امتلاك الطاقة النووية السلمية وفقا للمرجعيات الدولية ونظام التفتيش والمراقبة المنبثق عنها . وفي الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول 1429ه الموافق 29 مارس 2008 عقدت القمة العربية العادية العشرون في دمشق . وأكد القادة العرب في الإعلان الذي صدر عن القمة عزمهم على الالتزام بتعزيز التضامن العربي بما يصون الأمن القومي العربي ويكفل احترام سلامة كل دولة عربية وسيادتها وحقها في الدفاع عن نفسها وعدم التدخل في شئونها الداخلية . كما أكد القادة في الإعلان الالتزام بتنفيذ قرارات القمم العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك وتعزيز دور الجامعة العربية بما يمكنها تحقيق الأهداف التي تصبو إليها الأمة العربية. وقرر القادة دعم الخطوات التي اتخذت في إطار الجامعة لتطوير منظومة العمل العربي والعمل على تجاوز الخلافات العربية من خلال الحوار الجاد والمتعمق وتلافى أوجه القصور في بعض جوانب العمل العربي المشترك . كما قرروا تغليب المصالح العليا للأمة العربية على أي خلافات أو نزاعات قد تنشأ بين دولهم والتصدي بحزم وحسم لأي تدخلات خارجية تهدف إلى زيادة الخلافات العربية وتأجيجها وذلك في إطار الالتزام بأحكام ميثاق جامعة الدول العربية والنظام الأساسي لمجلس السلم والأمن العربي والقرارات الصادرة عن القمة العربية. وقرر القادة العرب في إعلان دمشق الوقوف معا في وجه الحملات والضغوط السياسية والاقتصادية التي تفرضها بعض الدول على أي دولة عربية واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد هذه الحملات والضغوط . وشدد الإعلان على توحيد الموقف العربي إزاء مختلف القضايا التي تطرح في المؤتمرات والمحافل الدولية. وقرر القادة إعطاء اللغة العربية اهتماما ورعاية خاصة بوصفها وعاء للفكر والثقافة العربية ولارتباطها بتاريخنا وثقافتنا وهويتنا لتكون مواكبة للتطور العلمي والمعرفي في عصر العولمة والمعلومات ولتصبح أداة تحديث في وجه محاولات التغريب والتشويه التي تتعرض لها ثقافتنا العربية . واتفق القادة على تحقيق تعاون أوثق في ظل المسؤولية المشتركة لدعم مشروعات التكامل الاقتصادي العربي وصولا إلى السوق العربية المشتركة والعمل على إنجاح القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي تم إقرارها في قمة الرياض وستستضيفها الكويت في مطلع العام القادم ..وعلى تأكيد مشاركة الدول الأعضاء الفعالة في هذه القمة لتحقيق الأهداف المرجوة منها . وفى مواجهة التحديات التي تحدق بالأمة العربية حاليا قرر القادة العمل في العديد من القضايا وفى مقدمتها مواصلة تقديم كل أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية. وأكد قادة الدول العربية في إعلان دمشق الصادر عن قمتهم العشرين أن استمرار الجانب العربي في طرح مبادرة السلام العربية مرتبط ببدء تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها في إطار المرجعيات الدولية لتحقيق السلام في المنطقة وعلى القيام بإجراء تقييم ومراجعة شاملة للإستراتيجية العربية ولخطة التحرك إزاء مسار جهود إحياء عملية السلام تمهيدا لإقرار خطوات التحرك العربي المقبلة في ضوء هذا التقييم . وشدد القادة على الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا والتمسك بهويته العربية والإسلامية وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والإسراع بإنهاء الوجود الأجنبي وضمان الأمن والاستقرار والسيادة الكاملة للعراق ودعوة الأشقاء في العراق إلى الوقف الفوري لإراقة الدماء والحفاظ على أرواح المواطنين الأبرياء ومصالحهم الوطنية العراقية . وأكد إعلان دمشق الصادر عن القمة العشرين التضامن العربي مع سوريا إزاء ما يسمى " قانون محاسبة سوريا" باعتباره تجاوزا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة.