يأتي توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة أشقائنا في سوريا، مجسدا لإنسانية الملك الذي ينطلق من مسؤولياته الكبرى تجاه الأمتين العربية والإسلامية ليؤكد أن وطنا يحتضن قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها هو الأحق والأجدر بالمبادرة والسعي الحثيث في مسالك الخير. إن هذه الحملات التي درج الشعب السعودي على التفاعل معها مستجيبا لنداء الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز، لتعبر عن أصالة عريقة في فعل الخير من أبناء وبنات المملكة التي دأبت حكومتها الرشيدة على إغاثة المنكوبين في مختلف دول العالم. اليوم سيتنادى الشعب السعودي بكل فئاته وأعماره إلى التسابق الشريف لتلبية نداء الخير ونداء الدين القويم الذي حثنا على إغاثة الملهوف، مؤكدا أن تقديم العون والنصرة لمن يحتاج إليها من المسلمين هو سلوك إسلامي أصيل، وخلق رفيع تقتضيه الأخوة الصادقة، وتدفع إليه المروءة ومكارم الأخلاق. إن الشعب السعودي ومن خلال استجابته الصادقة لنداء قيادته والإسراع لدعم الشعب السوري الشقيق يضرب أروع الأمثلة في سمو الحس الإنساني من خلال استشعار آلام الأشقاء السوريين الذين يواجهون فحش نظام أسهم في تشريدهم وفرض عليهم الحصار والعقاب الجماعي في المدن والقرى والأرياف دون رحمة أو ضمير، مخلفا آلاف الضحايا والمشردين من الأطفال والنساء والعجزة الذين يستحقون منا جميعا وقفة صادقة تلبي نداء خادم الحرمين الشريفين الذي يحرص دائما على استلهام روح الإسلام وسمو الأخلاق في إغاثة المحتاجين في جميع بقاع الأرض.