اليوم، يبدأ سباق الشعب السعودي، استجابة لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بالبدء في حملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة الشعب السوري الشقيق، والوقوف معه في محنته التي يعانيها على أيدي النظام السوري بشار ورفاقه . اليوم، وفي شهر الخيرات، لا نستطيع أن ننسى أشقاء لنا، يعانون منذ أكثر من عام ونصف العام، على أيدي الجلاد في دمشق، وما يفعله جلاوزته الشبيحة من عناصر جيشه وأمنه من مآسٍ يندى لها الجبين الإنساني، ويخجل منها كل ذي ضمير حيّ، أو لديهم بعض القيم الإنسانية والأخلاقية على الأقل وإذا كان التاريخ يسجل للمملكة، ولخادم الحرمين الشريفين شخصياً، موقفه الرافض لما يرتكبه نظام بشار الأسد ضد شعبه، ومنذ الأيام الأولى للثورة، وكلنا نذكر خطاب النصيحة الذي وجهه المليك لحاكم سوريا، ثم إجراء سحب السفير، وهو ما اتبعته دول مجلس التعاون اقتداء بالمملكة، فإن التاريخ يسجل للمملكة قيادة وحكومة وشعباً، مسارعتها لإغاثة الملهوف، والوقوف بجوار كل ذي حاجة، ونصرة المظلوم مادياً ومعنوياً وعملياً، في كل الأوقات.. سواء مع الأشقاء العرب والمسلمين، أو مع الأصدقاء في كافة أنحاء العالم. وحملات النصرة والدعم تلك، والتي يجد فيها المواطن السعودي الفرصة لتأكيد انتمائه الديني والقومي، تقوم أساساً على مبدأ التكافل الإسلامي، الذي نكاد نكون الوحيدين على مستوى العالم، الذين نتميز به، رغم متغيرات العصر، في حملات رسمية وشعبية، تجتذب الشهامة العربية والنخوة، لمساندة أشقاء واخوة تعرضوا للظلم أو الكوارث أو العدوان عليهم. وإذا كان فارس العروبة، عبد الله بن عبد العزيز، يسارع شخصياً بالمبادرة والاشتراك في مثل هذه الحملات، فإنه يقدم نموذج القدوة المشعة بكل المواقف الإيمانية والراسخة، بشهامة ابن الجزيرة العربية، وتقاليده، وهي الإناء الذي نجتمع جميعاً إليه، والوعاء الذي يضمنا فيه. لم يكن غريباً مثل هذه الوقفات الداعمة، التي سبق أن تكررت مع أشقائنا في فلسطين واليمن والعراق وباكستان، ومع المتضررين من المجاعة في السودان والصومال، وعندما تأتي اليوم حملة التبرع لإغاثة الأشقاء في سوريا، فإنها تعني رسالة مزدوجة، للنظام المجرم الذي تحول من درع حماية للشعب، إلى أداة لقتله وسحله، ثم هي رسالة أهم لكل الأشقاء السوريين، وهي أنه إذا كان ضمير العالم قد وقف يتفرج عليكم، ويقابل بالصمت ما تعانونه من آلام ومآسٍ، إلا أن المملكة العربية السعودية، بقائدها وشعبها معكم، لأنها منكم، وأنتم منها. كما أنها رسالة إيمانية مهمة في هذه الأيام المباركة، وفي شهر رمضان الفضيل بالذات، تعي درس أن هذا الشعب الذي يتعرض يومياً لأعمال العنف والمجازر الوحشية التي تحصد مئات القتلى والجرحى من المدنيين العزّل، سيبقى صامداً ومجاهداً من أجل حريته وكرامته، وأن هذا الشعب الذي صام طويلاً وتحمل القمع لعقود، آن له أن يفطر بانقشاع الغمّة قريباً بإذن الله. ** تذكر!! تذكر – يا سيدي – ان نصف العقل مدارات الناس ** وخزة .. الساقط ، لا يخاف السقوط ؟!؟