من قلب قائد فذ، ومصلح ملهم مستشعر لمسؤوليته العربية والإسلامية تجاه أمته وتجاه التاريخ، تأتي دعوة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقيادات العراقية إلى الرياض عاصمة العرب احتكامًا للعقل، وتغليبًا للمنطق، في مسعى خير وفرصة تاريخية، على كل الطوائف السياسية والحزبية والمذهبية العراقية الاستفادة منها تغليبًا للحكمة، وطلبًا لمصلحة العراق أولاً وآخرًا ومساعدة للإنسان العراقي الأصيل أن يعيش حياته البسيطة آمنًا في وطنه، مستقرًا بين أهله، هانئًا بلقمة عيشه، بعيدًا عن النزاعات العرقية والمصالح الطائفية والنعرات المذهبية، فلا خاسر في النهاية إلاّ العراقي الإنسان، وفي ذلك لا شك خسارة تهز كيان أمة العرب والمسلمين الذي يشكل العراق جزءًا مهمًّا في جسمها. إنه نداء من قلب كبير لقائد عظيم قل أن يجود الزمان بمثله، قلب يملؤه التفاؤل بالمستقبل والحب لكل الناس، والحدب على البشرية جمعاء أن ترفل في الحب وتسعد بالسلام، نداء من ملك عظيم ومسؤول غيور للشعب العراقي بكل فعالياته السياسية وطوائفه العرقية أن يحرصوا على وحدته، وعزته، وأمنه وازدهاره، إعلاءً لشأن العراق، وحفاظًا على العراق التاريخ والجغرافيا والإنسان، وفي ذلك خدمة للأمة العربية والإسلامية، فلابد أن يعي كل عراقي اليوم هذه الدعوة المباركة التي صدرت من عاصمة العرب الرياض، ومن قلب عبدالله بن عبدالعزيز ملك الإنسانية، ويهتبلوها فرصة تاريخية قد لن تتكرر من أجل عراق آمن، عراق مستقر، فالعراق شعب تاريخ وأمة حضارة ضاربة في القِدَمْ، وأهل عز وأصالة، بل وثراء إنساني عميق الجذور ولذا لابد لكل مسؤول منهم أن يعمل عقله ويستنهض همته، ويستشعر مسؤوليته أمام التاريخ الذي لن يرحم التهاون في حق كل عراقي حرِّ أبّي. ما أعظم خادم الحرمين الشريفين الإنسان الكبير، وهو يتولى بكل أريحية وتواضع الكبار: (هذه أيدينا ممدودة لكم ليصافح الوعي راحتها، فلنعمل سويًّا من أجل أمن ووحدة واستقرار أرض وشعب العراق الشقيق) إنها طوق نجاة للغرقاء العراقيين، ومبادرة مهمة من رجل المواقف وبطل الحكمة وداعية لمَّ الشمل. فهذا ديدنه منذ أن تولى مسؤولياته العظيمة فالتاريخ يشهد بحرصه على وحدة كل العرب وكل المسلمين ونشر السلام والخير للإنسانية جمعاء، فمبادراته سطرها التاريخ بمداد من ذهب لِلمِّ شمل الإخوة في أفغانستان، ولبنان، وفلسطين، وغيرها ...، وغيرها ...، حقنًا للدماء، وتغليبًا لصوت العقل، وإعلاءً للمنطق، وإعلاءً للتسامح والعيش بسلام أيًّا كانت المذاهب والأعراق، فمن مهبط الوحي ومهد الرسالة جاء النداء لعراق الأديان والمذاهب، والأعراق المتسامحة المتعايشة لإطفاء نار الفتنة البغيضة، وتوحيد الصف والتسامي على الجراح والتحلّي بالحكمة وضالتها، وفي ذلك بناء يحتاج إلى إرادة صلبة، عمادها القوة لا الهدم، فالهدم سهل دروبه. إنها مبادرة مهمة جاءت في وقتها المناسب بكل حكمة الملك الإنسان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وليست بمستغربة على حرصه الأكيد ومبادراته التاريخية لسعادة البشرية، والعيش بعزة وكرامة لكل شعوب الأرض، وإغاثته للملهوف، وإعانته للمحتاج من بني الإنسان فما بالك بالعرب والمسلمين، وهم في صميم تفكيره وبؤرة اهتمامه، فالهم الإسلامي والعربي يأخذ مكان الصدارة في قلبه وعقله وتفكيره، ويؤكد الدور المحوري الهام الذي تقوم به المملكة لحلحلة القضايا المستعصية في الأمتين الإسلامية والعربية، وعسى أن يجد هذا النداء قلوبًا واعية، وآذانًا صاغية، فذلك أمل كل عاقل رشيد. [email protected]