تعقد لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعا لها على مستوى وزراء الخارجية العرب يوم بعد غد الأحد في العاصمة القطرية الدوحة بناءً على طلب السلطة الفلسطينية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري وذلك لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية من كافة جوانبها في ضوء الجمود الحالي في العملية السلمية. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي في تصريح له اليوم إن الاجتماع سيشارك فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمناقشة التحرك الفلسطيني والعربي في المرحلة المقبلة خاصة في ظل الجمود الحالي في عملية السلام وإصرار إسرائيل على العبث في الأراضي المحتلة من خلال التهويد ومخططات الاستيطان وعدم الاستجابة لإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين. وشدد على القول إن كل هذه الأمور تحتاج لوقفة عربية وموقف عربي جماعي قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل .. لافتا إلى أن الموضوع الثاني الذي ستناقشه اللجنة الوزارية هو الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها السلطة الفلسطينية. وأكد بن حلي أن هناك التزامات ماليه على الدول العربية تجاه السلطة الفلسطينية يجب الوفاء بها حتى تتمكن السلطة من القيام بمهامها .. مبينا أن الرئيس الفلسطيني سيتشاور مع وزراء الخارجية العرب أعضاء اللجنة حول المسعى الفلسطيني في الأممالمتحدة للحصول على عضوية غير كاملة لفلسطين في المنظمة الدولية بعد فشل الحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة العام الماضي وذلك لتكون فلسطين دولة تحت الاحتلال وليست أراضٍ متنازع عليها. وقال إن الرئيس الفلسطيني سيقدم تقريرا مفصلا لوزراء الخارجية العرب حول نتائج اتصالاته ومشاوراته مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية في ضوء عدم تجاوب إسرائيل لما ورد في رسالته إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مطالب الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات المتوقفة كما سيقدم الأمين العام للجامعة العربية ورئيس اللجنة الوزارية تقريرين حول جهودهما تجاه القضية الفلسطينية. ومن جهة أخرى أكد نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي أن فكرة إرسال قوات عربية إلى سورية في الوقت الراهن ربما تكون صعبة التحقيق .. مطالبا بضرورة الاستماع لكافة المقترحات لأن أي مقترح ربما يفيد أو يكون مقبول عمليا ويجب دراسته من قبل المجلس الوزاري العربي. وشدد بن حلي في تصريح له اليوم على ضرورة التركيز في الوقت الراهن على مناقشات المجلس الوزاري لوقف العنف والقتل وبدء المرحلة الانتقالية في سوريا .. موضحا أن الأمور الآن تتطلب خطوات عملية لأنه بعد مرور 16 شهر مازالت الأمور كما هي في سوريا ولم يحدث اختراق حقيقي في هذه الأزمة سواء من خلال القرارات أو المبادرات العربية أو حتى خطة المبعوث الدولي كوفي عنان. ولفت إلى أن اجتماع الدوحة الوزاري سواء اللجنة المعنية بالأزمة أو المجلس الوزاري الموسع سيتم فيه إعادة النظر فى كل المبادرات والقرارات السابقة والتحركات لأنها حتى الآن لم تنجح في وقف القتل والعنف الذي يدمي قلب كل عربي ويهدد سوريا الدولة والمؤسسات والاستقرار في المنطقة .. موضحا أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ستناقش عدداً من المقترحات والأفكار للتعامل مع الأزمة السورية بعد زيادة وتيرة العنف غير المبرر الذي أوقع العديد من الضحايا. وأوضح أن اللجنة الوزارية ستضع عدداً من التوصيات لرفعها لمجلس الجامعة العربية بكامل هيئته برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح لاتخاذ القرار المناسب للتعامل مع الوضع في سوريا الذي وصل إلى منعطف خطير .. مؤكدا انه سيتم خلال الاجتماع عملية تقيم شاملة للجهود التي تبذل من قبل مجلس الأمن أو الأمين العام للأمم المتحدة أو المبعوث المشترك كوفي عنان. وأشار بن حلي إلى أن عنان أبلغ الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بنتائج زيارته لموسكو وطهران ودمشق فيما تم تكليف نائبه ناصر القدوة بحضور اجتماعات وزراء الخارجية العرب في الدوحة لتقديم مداخلة أمام الوزاري حول أخر التطورات والمقترحات المطروحة لإحداث اختراق واضح في جدار الأزمة السورية. وبين أن الأمين العام للجامعة العربية سيقدم تقريرا لوزراء الخارجية العرب يتضمن عددا من العناصر والخطوات التي تشكل التحرك العربي المستقبلي للتعامل مع الوضع في سوريا الذي أصبح يمثل خطورة بالغة على سوريا في ظل غياب الرؤية العقلانية والمنطقية التي تتطلب وقف كافة أشكال العنف والقتل والدخول في المسار السياسي للعملية الانتقالية وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والإصلاح.