«الحياة الفطرية» تطلق 66 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    فعاليات يوم اللغة العربية في إثراء تجذب 20 ألف زائر    لا تكتسب بالزواج.. تعديلات جديدة في قانون الجنسية الكويتية    الدفعة الثانية من ضيوف برنامج خادم الحرمين يغادرون لمكة لأداء مناسك العمرة    الشرقية تستضيف النسخة الثالثة من ملتقى هيئات تطوير المناطق    يونس محمود ينتقد ترشيح المنتخب السعودي للقب كأس الخليج    رضا المستفيدين بالشرقية استمرار قياس أثر تجويد خدمات "المنافذ الحدودية"    افتتاح إسعاف «مربة» في تهامة عسير    سلمان بن سلطان يدشن "بوابة المدينة" ويستقبل قنصل الهند    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظّم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع فبراير القادم    بلسمي تُطلق حقبة جديدة من الرعاية الصحية الذكية في الرياض    وزارة الداخلية تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    وزارة الصحة توقّع مذكرات تفاهم مع "جلاكسو سميث كلاين" لتعزيز التعاون في الإمدادات الطبية والصحة العامة    أمانة جدة تضبط معمل مخبوزات وتصادر 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنكر لا يُزال بالمثل والتغيير باليد سلطة ولي الأمر
مؤكداً على ضرورة تسلُّح الداعية بأدب الخطاب.. المفتي العام ل عكاظ:
نشر في عكاظ يوم 21 - 07 - 2012

طالب مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، من لا علم لهم بتجنب الفتوى وتركها لأهلها، مبينا أن بعض فتاوى الفضائيات بحاجة إلى مزيد بحث وتأمل وليس من الأولى الإجابة عليها في حينها، داعيا في حوار ل«عكاظ» الدعاة إلى الدعوة على علم وبصيرة ومخاطبة الشباب بأسلوب قريب منهم بخطاب أخوي ينم عن خير وإصلاح ورغبة في الهداية.
وحث الخطباء على تطبيق ما يأمرون الناس به ويحثونهم عليه على أنفسهم والحذر مما يحذرونهم منه وأن يتحسسوا مشاكل المجتمع والقضايا التي يرون فيها تقصيرا لكن بكل أدب واحترام من غير أن يملأ القلوب غلا وحقدا أو يشحنها بغضا، داعيا الخطباء إلى تجنب التشهير بالناس أو تعيين أشخاصهم بتصريح أو تلميح واضح.. فإلى التفاصيل:
• يجتهد الناس في العبادة خلال هذا الشهر وهم ما بين مجتهد ومقصر ومتم، بماذا توصونهم لإتمام العبادة على الوجه الأكمل؟
لا شك أن كل مؤمن يعبد الله بأي عبادة لا بد له من إخلاص العبادة.
شروط قبول العمل وهي شرطان: أن يكون خالصا لوجه الله بقصد التقرب إليه، وأن يكون وفق ما دل عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى «فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا». على المؤمن أن يؤدي العبادة كما أمر الله، وأن يدرك أن الأجر يتوقف على كيفية الأداء. فالعبادة تؤدى مع الإخلاص على الوجه الذي ثبت في الكتاب والسنة. ومن رحمة الله تعالى أنه شرع لنا النوافل بعد الفرائض. جابرة لنقص فرائضنا ومكملة لما قصرنا فيه، لذلك جاء في الحديث أن أول ما يسأل عنه العبد بعد وفاته هو صلاته، فإن كملت فقد فاز ونجح، وإن نقصت قال الله تعالى: انظروا إلى عبدي، هل له من تطوع؟ ولهذا في الحديث القدسي «ولا زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه».
برنامج رمضان
• البعض يعكس برنامج حياته، فيكون ليله سهرا ولهوا ونهاره نوما فيضيع صلاته، كيف نوجه هؤلاء؟
هذا من الأخطاء حيث نحول الأمر إلى غير مراده، فنجعل الليل نهارا والنهار ليلا، فينوم البعض وربما يضيع صلاة الظهر وربما حتى العصر والمغرب ويكون ليلهم سهرا ولهوا وصدودا عن الخير. على هؤلاء أن يدركوا أن ساعات هذا الشهر ودقائقه ولحظاته كلها مباركة ينبغي استغلالها في ما ينفع.
• لدى البعض مفهوم خاطئ، حيث يعتقدون أن الصوم في النهار عن المفطرات وفي المساء أكل ما لذ وطاب من أصناف الطعام، هل هذا صحيح وماذا تقول لهم؟
لا شك أن الصوم هو إمساك عن الطعام والشراب ومواقعة النساء من طلوع الفجر حتى مغيب الشمس. النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر على الرطب، فإن لم يجد رطبا كان يفطر على تمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من الماء. هذا يعني أن المسلم يفطر على ما أباحه له الله من الطيبات.
لا بأس أن يأكل مما أراد واشتهى. لكن الاستغراق في الملذات هو أمر ينبغي البعد عنه. لكن الله تعالى يقول «يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم». لكنا نهينا عن الإسراف فالله جل وعلا يقول «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين». فالبعض قد يملأ مائدته بكميات من الطعام لا يستطيع أن يأكل حتى نصفه، ولا شك أن هذا خطأ.
الإقلاع عن المعاصي
• رمضان هو شهر التوبة والغفران، كيف نستطيع تعزيز هذا المفهوم لنجعل الشهر موسما للإقلاع عن المعاصي؟
لا شك أن الصيام يساعد على التوبة، وهذه هي حكمة مشروعية الصوم، فالله تعالى يقول «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون». فالتقوى هي إتيان الأوامر واجتناب النواهي، والغالب على المسلمين في هذا الشهر هو أداء الطاعة والصلاة في جماعة وتلاوة القرآن والإحسان لعباد الله والجود والكرم، فهو فرصة لتحصيل الأجر والثواب عبر أداء الطاعات. المسلم يأخذ من رمضان أيضا تدريب نفسه وترويضها لتكون على العمل الصالح بعد رمضان.
• قلتم في إحدى خطبكم إن المسلم ينبغي ألا يكون على هوى نفسه وألا يتبعه، بل يتبع ما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كيف نحقق ذلك في هذا الشهر الكريم؟
الناس في رمضان يتنافسون في فعل الخيرات ويجتهدون فيه، لذلك نحثهم على الاستمرار في هذه الأعمال الخيرة وأن يكون هواهم ومرادهم تابعا لما جاء به الشرع، لأن المسلم محكوم بالشريعة في كل أمور حياته والنبي صلى الله عليه وسلم يقول «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به».
وذم الله تعالى الذين تتحكم فيهم أهواؤهم فقال «أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة».
المسلسلات والبرامج
• تتبارى الفضائيات خلال هذا الشهر في عرض المسلسلات والبرامج، كيف نوجه المسلمين إلى اجتناب إضاعة أعمالهم الصالحة؟
بداية نوجه خطابنا لأهل الإسلام من مالكي القنوات الفضائية ونقول لهم اتقوا الله في أنفسكم وقدموا إلى أنفسكم عملا طيبا خلال هذا الشهر من توجيه وإرشاد وبرامج هادفة ومؤثرة ونافعة، ودعوا البرامج السيئة والمشاهد الخادشة للحياء، اجعلوا برامجكم داعما للعقيدة تمكن الإيمان في القلوب.
أما أن نتبارى في عرض المسلسلات التي أعدت خارج بلاد الإسلام، فهذا أمر خطير، فقد يكون فيها قدح في الإسلام والأخلاق الفاضلة.
• يحرص المسلمون خلال هذا الشهر الكريم على أداء صلاة التراويح، هل من نصيحة تقدمونها لهم في هذا الشأن؟
على أئمة المساجد أن يتقوا الله ويحافظوا على صلاة التراويح وأن يؤدوها حق أدائها، فلا يطيلوا فيها فيشقوا على المصلين، ولا يقصروها بالشكل الذي يخل بعبادتهم، وأن يلاحظوا وجود الضعفاء والمرضى فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول «أيكم أم الناس فليخفف فإن وراءه الكبير والصغير والمريض وذي الحاجة». فعلى أئمة المساجد أن يحرصوا على أن يسمعوا المأمومين كتاب الله كاملا في رمضان.
• لا يخفى عليكم أن بعض المسلمين يتقاعس في منتصف الشهر ونهايته عن العبادة؟
آخر رمضان يعظم فيه الأجر ويرجى فيه الثواب وعلى المسلم أن ينتهز هذه الأيام أكثر من غيرها، فالنبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت هذه الأيام الأخيرة شد مئزره وضاعف عبادته ويجدر بنا أن نفعل مثله.
فتاوى رمضان
• في هذا الشهر الكريم تكثر حاجة المسلمين للفتاوى، فهل هناك ضوابط على المفتي والمستفتي أن يلتزموا بها؟
على المستفتي أن يسأل أهل العلم، وعلى المفتي أن يتقي الله وأن يفتي الناس بما يوافق الحق وأن يراعي المصالح والمفاسد وأن تكون فتواه عن علم لا عن جهل.
• هل يحق لأي أحد أن يتصدر للفتاوى؟
الأمور الخاصة الفردية فإن كل من لديه علم يمكنه أن يفتي بها، أما القضايا الكبيرة التي تخص الأمة فهي من شأن كبار العلماء.
منبر الجمعة
• لا شك أن لمنبر الجمعة رسالة كبيرة ودورا هاما، ما الذي على الخطيب أن يفعله؟
عليه تقوى الله عز وجل وأن يعلم أن الله تعالى سائله عما يقول، وأن يكون عاملا بما يقوله للناس ويدعوهم إليه. فإن دعاهم إلى خير عليه أن يكون سابقا لهم، وإن نهاهم عن شر عليه أن يكون أسرعهم إلى تركه، لأن الله جل وعلا يقول «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون». الخطيب يتحسس مشاكل المجتمع والقضايا التي يرى فيها تقصيرا عليه أن يتحدث عنها بكل أدب واحترام من غير أن يملأ القلوب غلا وحقدا أو يشحنها بغضا، وإنما مهمته أن يدفع الناس للبر وأن يتجنب في خطبته التشهير بالناس أو تعيين أشخاصهم بتصريح أو تلميح واضح. بل يكون هدفه التوجيه والدعوة إلى الله لا أقل ولا أكثر.
الدعاة والشباب
• هل من كلمة للدعاة في ما يتعلق بكسب الشباب وتقريبهم واحتوائهم بما لا يؤدي إلى نفورهم وابتعادهم؟
الداعية إلى الله يدعو على علم وبصيرة ويخاطب الشباب بأسلوب قريب منهم، لأن الله تعالى يقول «وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه». فينبغي أن يكون خطابه لهم أخويا ينم عن خير وإصلاح ورغبة في الهداية.
• بعض القضايا التي يطرحها المستفتون تحتاج إلى مزيد من الوقت للفحص والتمحيص، هل كل القضايا يمكن الافتاء فيها فورا؟
هيئة كبار العلماء تدرس قضاياها وتعد لها دراسات محكمة تعرض على الأعضاء حتى ينطلقوا عن علم وبصيرة. الهيئة لا تفتي في المسائل إلا بعد التقصي والدراسة المتأنية.
• هل كل القضايا التي تعرض في الفضائيات يمكن الإفتاء فيها في وقتها، أم أنها تحتاج لمزيد من البحث؟
لا بد أن بعضها يحتاج لمزيد من الوقت للبحث والتأمل.
• من هو الذي لا يحق له أن يفتي؟
من لا علم عنده.
الفرقة والشتات
• هل من نصيحة لتجنيب المسلمين الفرقة والشتات ودفعهم لتوحيد الصفوف؟
المسلمون في كل أنحاء العالم يتفقون على وقت صيام الشهر، حتى إن اختلفوا يوما أو يومين قبل بداية الشهر لكنهم يصومون بقية الشهر معا. في ذلك اتفاق بوحدة المسلمين واتفاق صفوفهم ووحدتهم ويجب استغلال ذلك في تقوية هذه الأواصر بين الدول الإسلامية. حتى على مستوى الأسر فالوالد يحرص على توطيد المحبة مع أبنائه، ورب العمل كذلك يتقرب من موظفيه.
توسعة الحرمين
• مما يبهج النفس التوسعة الأكبر في التاريخ التي شهدها المسجد الحرام والتوسعة القادمة للمسجد النبوي كما أمر بذلك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، ماذا تقولون عن هذه الجهود المباركة؟
هي جهود عظيمة تستحق منا الشكر ولا تحتاج إلى إعلام ويشاهدها من يراها. الدولة وفقها الله بذلت قصارى جهدها في العناية بالحرمين الشريفين، بناء وتوسعة وصيانة وترميما وخدمة مستمرة. فالحرمان الشريفان يشهدان حاليا عمارة لم يسبق أن حدثت على مر التاريخ فجزاه الله خيرا على ما قدمه.
حقوق العالم وواجباته
• لا شك أن للعالم على مجتمعه حقا وعليه واجبات، ما هي حقوق كلا الطرفين؟
على المجتمع أن يحفظ لصاحب العلم قدره ومكانته، ويستمعوا لما يقوله، ويعملوا بما يفتيهم به وأن يتعاملوا معه بأدب. وعلى العالم كذلك أن يكون ذا حلم وسعة وأناة وصبر على ما يصيبه من البعض واحتساب ما يقدمه لوجه الله تعالى.
• هناك دور كبير تقوم به الجهات المختصة لتنظيم أمور الخطابة في رمضان. ما الذي ينبغي علينا فعله؟
يجب أن نطيع ما تقوله هذه الجهات، لأن كل مسؤول في موقعه هو ولي أمر ينبغي أن يُطاع ما دام ما يقوله موافقا للشرع وغير مخالف له.
موائد الإفطار
• هناك تبذير في بعض موائد الإفطار للدرجة التي ترمى فيها بعض الوجبات قبل أن يمسها الصائمون؟
في الحرمين الشريفين لا يوجد مثل ذلك وما يوضع يؤكل كله ولله الحمد، لأن الأعداد كبيرة وهذه الموائد مفخرة فعلا للإسلام والمسلمين ولم يعرف مثيلها في التاريخ، وهي من نعم الله. من يشاهد الحرم المكي والحرم المدني خلال هذا الشهر ويرى ما يبذل من جهود لتنظيم الموائد الرمضانية والتنافس الكريم بين الأثرياء يحفظ الله على هذه النعمة.
• كيف نفهم قول الله تعالى «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، ما هو مفهوم الحكمة هنا؟
الحكمة هي البصيرة ووضع الشيء في موضعه وتعني كذلك العلم، لأن الداعية لا بد أن يكون عالما بحال من يدعوهم ويدرك كيف يخاطبهم.
• البعض يعنف المدعوين وينهرهم؟
هذا لا يجوز لأن النهر من سوء الخلق والله تعالى يقول «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك».
الأمر بالمعروف
• بعض الشباب ربما يتصف -بدافع الغيرة على دين الله- بالشدة عن قيامه بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ماذا تقول لهؤلاء وبماذا تنصحهم؟
المنكر لا يمكن تغييره بمنكر آخر وإنما بمعروف، وألا تؤدي إزالته إلى زيادة الشر، بل يكون بالصبر والبصيرة وتوضيح الخطأ لذلك المخطئ.
• هناك فرق بين النصح وبين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأقسامه الثلاثة التي نص عليها الحديث النبوي؟
تغيير المنكر باليد هو واجب السلطة الرسمية أو الرجل في بيته وعلى قدر إمكانه. تغييره باللسان يكون من عموم المسلمين إذا استطاعوا، ومن لم يستطع فليوقر في نفسه بغض هذا المنكر ورفضه.
الفوضى والشغب
• قلت في إحدى خطبكم إن الإسلام يرفض الفوضى وأعمال الشغب وإن اختلفت مسمياتها. ماذا تقول عن هذه التصرفات التي ظهرت في مجتمعات المسلمين خلال الفترة الأخيرة وكلها قادمة من بلاد الغرب؟
الفوضى والشغب والمظاهرات أشياء غريبة على بلادنا ولا خير فيها ولا تؤدي إلا إلى سلب الأموال وتدمير الممتلكات وسبي الأعراض.
• ولكن البعض يسميها بغير أسمائها؟
مهما تعددت أسماؤها فالنتيجة واحدة.
• كثير من الناس ينشغلون بالتسوق وارتياد الأسواق والمجمعات التجارية آخر الشهر مع أنه لم يكمل صيامه بعد؟
لا شيء في أن يفعل المسلم ذلك ما دام يريد شراء أغراض بيته وملابس العيد لنفسه وأهله وأبنائه. لكن كل شيء ينبغي أن يكون باعتدال.
• التلاحم الكبير بين الراعي ورعيته في هذه البلاد نعمة كبيرة يحسدها عليها كثيرون؟
نعم، وفي هذا البلد لا توجد حواجز بين الحكام والمحكومين. وولي الأمر هو أحرص الناس على مصالح العباد ويقول انصحوني وأعينوني وبينوا لي وهو يؤمن أن استمرار هذه العلاقة من أهم أسباب صلاح البلاد واستقرارها.
• البعض يقوم بحجز بعض الأماكن، لا سيما في الحرمين الشريفين، وبالذات خلال هذا الشهر؟
هذا لا يجوز، ومن سبق إلى ما لم يسبق إليه فهو مكانه، والسبق يكون بالأبدان وليس بالحجز.
تكرار العمرة
• البعض -لا سيما القادمين من الخارج- يحرصون على تكرار العمرة مرات عديدة، ماذا تقول في ذلك؟
تكرارها غير وارد، ومع أن العمرة شعيرة وسنة مؤكدة إلا أنها ينبغي أن تؤدى باعتدال. أن يؤدي الإنسان عمرة في كل يوم من أيام رمضان فهذا فيه مشقة ومضايقة للآخرين.، ولا بأس من أدائها مرة أو مرتين فقط خلال الشهر.
• البعض يقصرون في الصلاة عندما يسافرون من مكة إلى جدة، هل هذا يجوز؟
هنالك آراء متعددة في ذلك والبعض يرى أن المسافة بين آخر بنيان في مكة وآخر بنيان في جدة أصبحت متقاربة وأقل من 60 كيلومترا. لكن في الآخر تبقى جدة منطقة مستقلة.
• ماذا تقول عن الإنترنت وهو وعاء جامع وكيف نمكن شبابنا من استخدامه دون الوقوع في المحظور؟
كما قلت فإن الإنترنت وعاء كبير جامع بين متناقضات ولا يصلح التعمق فيه إلا لمن كان ذا لب وبصيرة بحيث يأخذ منه الصالح ويترك ما سواه. أما من يضيع وقته ويتخذه لهوا فهذا مخطئ والمسلم يأخذ منه ما ينفع ويترك ما سواه.
• قلتم إن فيه كثيرا من الإشاعات؟
نعم فيه إشاعات وأكاذيب لأن الكل يمكنه كتابة ما يشاء وإنزاله وكما قيل «إذا لم تستح فافعل ما شئت».
• وربما يدخل الأعداء منه أيضا؟
هذا وارد بالتأكيد.
• بماذا تطالب الوعاظ الذين يتولون نصح الناس وإرشادهم خلال هذا الشهر الكريم؟
أطالبهم بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يحثوا الناس على فعل الخيرات وأن ينهوهم عن الشر وما يبطل صيامهم أو يقلل من أجره، على أن يكون ذلك بأسلوب حكيم يجمع بين الترغيب والترهيب والوعد والوعيد.
مؤلفاته
لسماحة مفتي عام المملكة مؤلفات عديدة ومنها كتابه «حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله»، وكذلك كتابه «أخلاق الطبيب المسلم» وأيضا كتابه الذي جمع فيه خطب عرفة منذ أن عين خطيبا عام 1402ه وله أيضا فتاوى صدرت في مجلة البحوث الصادرة عن الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.