يتابع أهالي محافظة جدة هذه الأيام عروض التخفيضات التي تطرحها المراكز والأسواق بجدة، البالغ عددها أكثر من 200 سوق ومركز تجاري على عدد من سلعها بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك . ومن أبرز ما يتسوقه المستهلكون حاليا الأدوات والأواني المنزلية التي يقدر مختصون في الأواني المنزلية حجم مبيعاتها بالمملكة بحوالي 4 مليارات ريال، مؤكدين أن الإنتاج المحلي للمصانع لا يغطي السوق السعودية، ما يستدعي الاعتماد على الاستيراد الخارجي. كما أن وزارة التجارة والصناعة أصدرت قرارا بمراقبة الأسعار خلال شهر رمضان بالاتفاق مع بعض المراكز التجارية بهدف استقرار الأسعار وعدم المغالاة فيها. وتفضل بعض الأسر التوجه للأسواق القديمة في جدة لشراء حاجياتها منها وذلك لاعتدال أسعارها، ويصل عدد تلك الأسواق 12سوقا منها سوق الحراج وسوق الندى والخاسكية وسوق الذهب وسوق البدو وسوق العلوي وسوق قابل. وعلى الرغم من كل مظاهر الحضارة والتمدن التي تشهدها مدينة جدة، وافتتاح عشرات المولات والأسواق الجديدة والحديثة المزودة بكافة وسائل التقنية والتكنولوجيا المبهرة، إلا أن سوق البدو العتيق الواقع في باب مكة بمنطقة البلد لا يزال يحافظ على مكانته وزبائنه الدائمين منذ نشأته حيث يشهد السوق الذي اشتهر قديما ببيع الحبوب والسمن والحبال واحتياجات الخيام، إلى جانب المواد الغذائية، بحركة شرائية قوية طوال أيام السنة وخصوصا في موسمي الإجازة الصيفية ورمضان. وسمي بسوق البدو لأنه كان الوحيد الذي يأتي إليه سكان البادية لقضاء احتياجاتهم من الملابس والأقمشة بالإضافة إلى بيع بعض المنتجات الريفية التي يجلبونها معهم ورغم الحقب الزمنية التي مرت على السوق إلا أنه لا يزال يحتفظ بمكانته ورونقه المعهود رغم كل مظاهر التمدن في مدينة جدة ورغم افتتاح عشرات المولات والأسواق التجارية الحديثة في جدة المجهزة بأحدث تكنولوجيا العصر. ويقصد معظم الزبائن السوق من خارج جدة، سواء مكةالمكرمة، أو الرياض وحتى بعض الدول الخليجية التي يحرص بعض مواطنيها على زيارة هذه السوق الشهيرة ومن أقدم البيوت التجارية التي بدأت في سوق البدو بيت باطهف، وبيت باقيس. ويشهد سوق البدو في شهر رمضان انتعاش وحركة تجارية بشكل أكبر عن أشهر العام وتتجلى بين تجاره أبهى صور المحبة والإخاء بحيث إذا جاء زبون لمحل أحدهم وجاره لم يبع شيئاً بعد يقوم بتحويل هذا الزبون لجاره حتى يستفتح ويبيع ما لديه. وتتميز الأسواق الشعبية القديمة بجدة، على الرغم من تنظيمها البدائي عن بقية الأسواق، بما تحمله من طابع البداوة فما زالت البضائع نفسها تباع كما في السابق والتي كانت في الماضي تبدأ بعد صلاة الفجر وحتى قُبيل صلاة المغرب حيث يتم إقفالها وقد تغير ذلك في الوقت الحالي حيث تستمر في استقبال زبائنها إلى قرابة منتصف الليل.