عقوبة غير كافية نشر عبر «عكاظ» يوم الأربعاء 21 شعبان عام 1433ه في العدد رقم 16755 خبر مفاده تغريم مطعم شهير حاول صاحبه تهريب لحوم فاسدة من الطائف إلى مقر المطعم في مكةالمكرمة بمبلغ ألفي ريال لصالح صحة البيئة في أمانة العاصمة المقدسة. لن أتطرق لقضية التهريب ولا لمشكلة فساد تلك اللحوم التي يتهافت عليها الآلاف من زوار أطهر بقاع المعمورة كما لن أخوض في شؤون وخصوصيات ذلك المطعم الشهير ولا أمانة وذمة ووطنية وضمير مالك المطعم مهما كانت جنسيته وجنسه ومصلحته ومصالحه.. جل ما سوف أتحدث فيه هو يتعلق في المقام الأول والأخير والمهم وبالغ الخطورة على الصحة العامة والخاصة فالمواطن والمقيم الصغير والكبير والذكر والأنثى يترددون جميعا على تلك المطاعم التي يفتخر أصحابها ومالكوها بالشهادات الصحية وتصاريح مزاولة المهنة والنشاط المعلق فوق رؤوس محاسبيها وفي نهايتها أشكال وألوان عديدة ومختلفة من أختام تلك الأمانات وتلك البلديات المعتمدة والرسمية؟.. إلى هذه الدرجة أصبحت صحة المستهلك رخيصة وزهيدة وغير قيمة ولا ثمينة ولا تستحق العناية والاهتمام والمتابعة.. مبلغ الغرامة المفروضة على ذلك المطعم الشهير لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تقدم علاجا مناسبا وفعالا وعاجلا لمصاب واحد لا قدر الله من مصابي التسمم الذي أضحى ظاهرة منتشرة.. غرامة الألفي ريال تعني الاستخفاف وتعني الاستغفال وتعني تكاثر وتزايد ظاهرة التسمم ونموها وانتشار رقعتها ومساحتها على نطاق واسع بل أكاد أجزم بأن من لم يتسمم اليوم فغدا سوف يصاب بذلك التسمم، والفضل أولا وأخيرا لمثل تلك الأنظمة التي تشجع وتدعم وتساند تلك الظاهرة، والمشكلة أن تلك المطاعم لا يستغني عن الأكل الذي فيها أي مواطن وأي مقيم. علي عسيري