نشرت صحيفة غارديان البريطانية تقريرا أمس قالت فيه إن إعلان منظمة الصليب الأحمر أن سورية دخلت في مرحلة الحرب الأهلية يشكل إشارة واضحة على أن سيطرة النظام بدأت تعاني من الوهن والذبول. غير أنها ألمحت إلى أن مصير الدولة السورية يمكن أيضا أن يتقرر في المحافظات النائية بعيدا عن وسائل الإعلام، وحيث تشهد الساحة تبدلا سريعا على الأرض قد يكون حاسما وجذريا. ونقلت الغارديان عن الكاتب السوري حسن حسن وصف هذه التحولات في المناطق الحدودية (السورية العراقية) بأنها توضح سبب انشقاق السفير السوري في بغداد نواف الفارس الأسبوع الماضي. فقد كان الفارس يعمل على تسليح أبناء عشيرته التي تشكل جزءا مهما من عشائر العقيدات العام الماضي، وأشرف على تنظيمهم لمواجهة قبائل أخرى انضمت إلى الثورة. لكنه لم يعد قادرا على مواصلة دعمه للنظام الشهر الماضي. بعد أن شنت قوات الأسد هجوما عنيفا على مدينته دير الزور قضى فيها أكثر من 350 مواطنا. وأضاف الكاتب أن العشائر أدركت أن استمرار تأييدها للأسد سوف ينعكس سلبا على سمعتها لأجيال مقبلة. وكون الفارس شيخا لإحدى العشائر البارزة فإن ولاءه للأسد يعتبر ثانويا بالمقارنة مع ولائه للعشيرة ولموقعها في المنطقة، وهذا ما جعل نبأ انشقاقه يحظى بترحيب العديد من مشايخ العشائر في المنطقة. وقد أصبح واضحا أن انشقاق الفارس المعروف بولائه القديم للنظام يشكل دليلا قاطعا على أن هذا النظام أصبح عاجزا عن تأليب العشائر بعضها ضد البعض الآخر، واستخدامها لتقديم المساندة لمخططاته. كما أنه يعتبر مثالا آخر على كيفية تحول النظام إلى عدو لنفسه.