انتقد «الجيش السوري الحر» في الداخل صمت العميد مناف طلاس الذي اعلن انشقاقه أخيراً، معتبراً أن خروجه من سورية يندرج في إطار «توليفة دولية» لحل ما، ورحب في المقابل بانشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس. وأمهل الجيش الحر أركان النظام من مدنيين وعسكريين حتى نهاية الشهر الجاري للانشقاق، وإلا سيصبحون في «دائرة الاستهداف المباشر». وقالت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل في بيان أمس «لا يفهم خروج العماد مصطفى طلاس ونجله العميد مناف وبالطريقة التي تم فيها على انه انشقاق بل نوع من الدخول في التوليفة الدولية لحل». وأضاف أن على طلاس الذي كان قائد لواء في الحرس الجمهوري ووالده وزير الدفاع السابق أن «يصرحا للشعب السوري أين كانا، وعن دورهما وماذا فعلا منذ بداية الثورة حتى تاريخ خروجهما من البلاد؟». ودعت قيادة الجيش الحر «من ينشق ولو بصمت أن يخرج للعلن لأنه يمكن لكلماته أن تحفظ الكثير من الدماء البريئة، والوطن أكبر من جميع رجالاته مهما علا شأنهم». في المقابل رحب الجيش الحر بانشقاق الفارس. وجاء في البيان «نرحب بأي انشقاق عن نظام الزمرة والعصابة الحاكمة، ونثمن انشقاق السفير السوري في العراق السيد نواف الفارس ونعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح». وطالب البيان «جميع السفراء وأعضاء السلك الديبلوماسي السوري في كل مكان بأن يحذوا حذو» السفير، و»الانضمام إلى صفوف الشعب الثائر». وأكدت القيادة التي تتحدث باسم المجالس العسكرية التابعة للجيش الحر في المحافظات السورية، «أن الشعب السوري لن يقبل بأنصاف وأشباه الحلول بل بإسقاط النظام برمته»، مشدداً على أن «الأسد وعصابته لن يخرجوا أحياء من سورية دون قصاص عادل». وأعطى الجيش الحر «جميع أركان النظام من مدنيين وعسكريين ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء مهلة أقصاها نهاية الشهر الجاري للانشقاق الفوري والمعلن قبل فوات الأوان، وإلا ستكونون تحت دائرة الاستهداف المباشر ويدرككم الموت حتى ولو كنتم في بروج محصنة». وأشار البيان إلى أن الإنذار يستثني «من يتواصل سراً مع الثورة». وأضاف «نقول لهم إن لم تنشقوا الآن فذلك تصريح منكم بأنكم شركاء في الجريمة وفي القتل والتدمير والترويع وستجلبون العار لأهلكم وأبنائكم. إن للثورة عيوناً في كل مكان ومن لا يرحم لا يرحم وقد أعذر من أنذر». وكانت مصادر متطابقة أعلنت الأسبوع الماضي انشقاق العميد مناف طلاس الذي لم يظهر بعد على الإعلام، فيما أعلن السفير نواف الفارس انشقاقه عن النظام في 11 تموز (يوليو)، وانضمامه إلى «صفوف الثورة»، داعياً العسكريين خصوصاً إلى أن يحذوا حذوه. وأثار الأمر شكوك الناشطين. فمدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن صرح إلى فرانس برس «اعرف أن هذا الرجل مجرم». وأضاف «القصة تشبه قصة مناف طلاس. إذا كان السفير انشق، فلأنه يسعى إلى السلطة. بينما تسعى أجهزة الاستخبارات الغربية إلى اختيار شخصيات يمكن استخدامها في المرحلة الانتقالية». وقال الناشط الإعلامي أبو غازي من مدينة حماة وسط سورية لفرانس برس «الناس يشككون بالدوافع التي حملته على الانشقاق. لعل المجتمع الدولي والنظام اللذين يشعران ببوادر تغيير في الموقف الروسي، يسعيان إلى جمع شخصيات تشكل حكومة توافقية. وربما يندرج الانشقاق في هذا الإطار». ويعتبر نواف الفارس، من «صقور» النظام السوري، وقد أثارت رغبته في الانضمام إلى «صفوف الثورة» شكوك الناشطين المعارضين. وسأل شخص يقدم نفسه باسم خضر محمد على موقع «يوتيوب» على الإنترنت معلقاً على إعلان الانشقاق «أين كنت منذ سنة ونصف السنة؟ أم أن المبلغ لم يكن كافياً؟». فيما قال أبو غازي «نريد أن نعيش في ديموقراطية حقيقية وفي دولة قانون. وهذه لا يمكن بناؤها مع أشخاص ايديهم ملوثة بالدماء وكانوا لفترة طويلة شركاء للنظام»، نشرت وكالة سانا بياناً صادراً عن الشيخ كمال الفارس الجراح، شيخ عشيرة الدميم من قبيلة العقيدات من مدينة البوكمال التي ينحدر منها السفير السوري جاء فيه «سمعنا عبر الإذاعات المغرضة الليلة الماضية انشقاق السفير نواف الفارس عن الوطن الأم سورية الحبيبة»، مؤكداً أن العشيرة تعتبر أن «التصرف الذي قام به السفير نواف الفارس هو تصرف شخصي»، مؤكداً أن «عشائر الدميم تؤمن بحل القضية السورية بحلول داخلية وعلى طاولة المفاوضات والحوار».