بعض المدن تثيرك أخبارها لمجرد مرور عينيك على اسمها في أي وسيلة إعلامية، وكثيرة هي المدن التي تشاغبك كذكرى أو كعلاقة مكانية ارتبطت بها في زمن من الأزمان. ومن المدن التي حملت لها ولناسها ذكرى غالية مدينة عرعر، فقد قضيت بها عاما كاملا في أول بدايات عملي الوظيفي، وكانت مدينة جميلة بناسها وطامحة لكل مقومات الحياة إلا أن وفرة طيب مشاعر أهلها غطت على كل نواقصها الحياتية.. ظلت ولا زالت مدينة عرعر تحرك في داخلي اعتزازا بأني عشت هناك وغيرة عليها كمدينة يفترض أن تكون علامة بارزة للتطور الذي تعيشه البلد. والملاحظ وبصفة عامة أن كثيرا من المدن «البعيدة عن العين» تتأخر وتتعطل مشاريعها لأعوام من غير أن تثير الإعلام في تسليط الضوء على تلك المدن وحمل ملاحظات واحتياجات أبنائها إلى الواجهة. ولو عدنا إلى عرعر فقد لفت نظري ما جاء في صحيفة الوطن عن مرور أكثر من 10 سنوات على افتتاح مخطط صناعية عرعرالجديدة ولم تنجز فيه أمانة منطقة الحدود الشمالية وشركة الكهرباء مشاريع البنية التحتية من سفلتة وإنارة، مما عطل مصالح المستثمرين وأضر بها. فماذا تنتظر هاتان الجهتان لكي تنجزا عملهما في مشروع حيوي سوف يحقق للمنطقة دفعة للأمام، ألم تكن العشر السنوات كافية لكي تنجزا عملهما؟، وهل كان مشروع المدينة الصناعية صوريا بحيث تنام الجهتان لعشر سنوات كاملة من غير أن تتحفزا وتقوما ببناء البنية التحتية، وإذا كانت عشر سنوات لم تبن فيها البنية التحتية فمتى يبدأ المشروع؟. إن تعطيل مثل هذا المشروع الحيوي قبل إضراره بالمستثمرين والمواطنين هو إضرار بمخططات التنمية القائمة على إنعاش مدن بعينها وجعلها مدنا جاذبة للاستثمار وموطنة لأبناء المنطقة.. وإذا علمنا أن حجم الاستثمار في الصناعية الجديدة يتجاوز 100 مليون ريال، فهل يحق لأمانة أو شركة كهرباء تعطيل مشروع بهذه الضخامة منذ عشر سنوات؟. ووفق الخبر المنشور فالأمانة قامت برفع أسعار الإيجارات مما أدى بالمستثمرين إلى محاولة التخلص من أراضيهم سواء ببيعها أو محاولة تأجيرها هربا من الخسائر الفادحة التي لحقت بهم. بالله عليكم هل يعقل أن مشروعا عمره عشر سنوات ولا زال يشتكي من عدم وجود بنى تحتية؟. ويبدو أن ابتعادي الطويل عن مدينة عرعر وسؤالي عنها من خلال من ألتقي بهم من أبناء المنطقة دائما ما تكون أغنية الفنان محمد عبده حاضرة في حوارية قصيرة : تنشد عن الحال.. هذا هو الحال. يا نزاهة ما رأيك في مثل هذه المشاريع المعطلة؟. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]