مراهقون ومنحرفون يسكبون مشاعرهم الفالتة على جدران البيوت ، وتنال مدارس البنات ومواقع قريبة من الاسواق نصيبها الاوفر من تلك المشاعر غير المنضبطة ، لدرجة ان بعض المساجد لم تسلم منها . لم تنجح محاولات السيطرة على مثل هذا السلوك لصعوبة ملاحقة اصحابها الذين يكتبون ما يشاؤون ثم يتوارون عن الانظار ، فالعملية تتم في الخفاء او تحت جنح الظلام بعيدة عن عيون المجتمع. صحيح ان انتشار وسائل التعبير عبر الوسائط الاجتماعية (الفيسبوك ، تويتر ومواقع الدردشة ) خففت من حدة السلوك لكن بعض الجانحين يفضلون الجدران مواقع اثيرة لبث مشاعرهم وانطباعاتهم واحاسيسهم المختلفة، وفي غالب الاحوال فإن المكتوب يعبر عن اصحابه لا اصحاب الجدران. إفساد الذوق العام محمد لنجاوي ينتقد الحالة بعنف ويعبر عن استيائه وغضبه للظاهرة اذ تحمل بعض العبارات مفاهيم مغلوطة وكلمات نابية ومشاعر فالتة تمثل اصحابها فقط لكن المجتمع يتضرر منها كما يتضرر الذوق العام ، سيما ان اغلب العبارات تظهر فيها اخطاء املائية فاضحة ما يدل على تدنى مستوى اصحاب تلك الكتابات في الدراسة، وأبدى لنجاوي تخوفه من تأثير الظاهرة على الأجيال القادمة، وطالب بفرض عقوبات صارمة ضد كل من يعبث بالممتلكات العامة. ويقول هتان الربعي ان قلة الوعي وغياب الرقابة الاسرية ساعدت فئة من هؤلاء على سلوكهم المخالف كما ان هؤلاء مصابون اصلا بحالة اللامبالاة والانانية المفرطة مشيرا الى ان الظاهرة طالت حتى اعمدة الانارة وكبائن الاتصالات الهاتفية وغيرها من المواقع ما يشير الى جرأة اصحابها وعدم خشيتهم من العقاب والمساءلة . أهملوني .. فكتبت ! احد كتاب الجدران اعترف ل (عكاظ ) بهوايته الغريبة وقال («بدايتي مع هذا السلوك كانت في المرحلة المتوسطة على نطاق ضيق، وعند دخولي المرحلة الثانوية تضاعفت الهواية ربما بسبب جمال واناقة خطي حيث لم يهتم احد بموهبتي وكانت النتيجة ممارستي السلوك الخاطئ رغما عن ارادتي». استاذة التوجيه والارشاد فاطمة بدوي تقول إن هناك كتابات ورسومات دهمت المجتمع نعجز عن قولها ، وانتشرت الظاهرة بين المراهقين والشباب بشكل مخيف، مبينة عدم مراعاة اولئك لمشاعر المجتمع وقيمه المعروفة والتليدة . وعلى كل القطاعات المختلفة مواجهة الحالة وتوجيه اصحابها الى الطريق السليم وتوقيع اقصى العقوبات عليهم. ويرى على مشيخي استاذ الاجتماع، ان اسباب انتشار الظاهرة ترجع الى الفراغ عند الشباب، وقلة الوعي حيث لا يقبل الممارسون ذات السلوك على جدران منازلهم وممتلكاتهم الخاصة مضيفا أنه في بعض الدول يتم تخصيص جدران كي يمارس الخطاطون هواياتهم عبرها.