خطف الروسونيري الأضواء في الميركاتو الصيفي لهذا العام وكان أكثر أندية الكالشيو حضورا في بورصة الانتقالات الأخيرة إما عبر البيع أو الشراء، إذ لم يرتكن الميلان إلى حالة الركود الاقتصادي التي عصفت بالإيطاليين وتأثرها بأزمة الديون الأوروبية وقرر أن يعيد صياغة نفسه من جديد ويستعيد توازنه المالي طامحا في تجاوز عثرة الإخفاقات الرياضية أولا ثم الاقتصادية ثانيا، وبدا واضحا منذ بدء سوق الانتقالات في شهر مايو الماضي رغبة إدارة النادي خوض هذا التحدي بالتغيير رغم أن كثيرا من النجوم الذين فرطت بهم لم يكونوا ضمن خططهم الاستثمارية وعلى رأسهم زلاتان إبراهيموفيتش الذي يوشك أن يوقع رسميا لصالح النادي الفرنسي باريس سان جيرمان ومثله تياجو سيلفا، إلا أن كثيرا من الرؤى تغيرت أمام الحاجة الملحة لسيولة مادية تخرج الفريق من نفق الأزمات التي تهدد بنسف أحلام البطل الأوروبي العتيق في المنافسات الكبيرة وتزيد من أوجاع محبيه. وحظيت سياسة التجديد في الفريق بكثير من الترحيب الجماهيري رغم الغضب الذي اكتنفها بالصفقات الأخيرة غير أن البدلاء المتوقعين قد يسهمون كثيرا في إخماد هذا الامتعاض. بدأ النادي بتسريح أهم نجومه المخضرمين وأشهرهم بعد سنوات طويلة ووضع نقطة النهاية في علاقته بهم ولم يجدد أيا من عقودهم وآثر تجديد الدماء والتحرر من رواتبهم الثقيلة واختزال ذلك في صفقة أو صفقتين من العيار الثقيل، فأنهى علاقته بالهولندي كلارنس سيدورف نجم خط الوسط الذي غادر أسوار الفريق إلى البرازيل بعد مدة طويله قضاها في النادي، ووضع حدا لمشوار النجم الإيطالي فيليبو إنزاجي الذي قرر اعتزال كرة القدم نهائيا بعد أن بلغ سن 39 عاما، كما لم يجدد النادي مع كل من المنتهية عقودهم إيفان جينارو وجيانلوكا زامبروتا وفلافيو روما وأليساندرو نيستا، وهو ما وفر مبلغا يضاهي 10 ملايين يورو كان يدفعها رواتب لهؤلاء في العام الواحد، فيما ضخ ببيع بعض الصفقات بمبالغ جيدة تقارب 10 ملايين يورو أيضا. وفي الوقت الذي كان قد أنهى علاقته باللاعبين ماركو فوساتي الذي بيع عقده إلى أسكولي الإيطالي وماكسي لوبيز الذي اشتراه سامبدوريا الإيطالي، ضخ الميلان إلى ميزانيته مبالغ مالية كبيرة لتمويل صفقاته المقبلة المستهدفة ببيع عقدي نجمي الفريق تياجو سيلفا وزالاتان إبراهيموفيتش وبقيمة تجاوزت 65 مليون يورو لصالح نادي باريس سان جيرمان، أغرته بتغيير كثير من مخططاته ومضاعفة طموحاته إلى درجة أعلى، فبعد أن قالت وسائل إعلام إيطالية إن مسؤولى الميلان يستهدفون في الصيف عددا من النجوم بينهم المدافعون ديدي وآستورى ورولاندو وكولاروف وبالزاريتي، تضاعفت الرغبة وتعددت الخيارات ومن بين الأسماء التي ظلت مطروحة ستروتمان ونوري شاهين ولاسانا ديارا وماتزواليم، إضافة إلى الأسماء تيفيز وديزيكو وماترى وديسترو وباتزيني. غير أن المفاضلة تبدو أكبر بين النجمين المميزين الهولندي فان بيرسي والبرازيلي ريكاردو كاكا على الرغم من نفي أدريانو غالياني نائب رئيس النادي أن يكون فريقه مهتما باستعادة الأخير، وتصب الأمور في اللاعب البرازيلي لجماهيريته وعلاقته القديمة بكثير من اللاعبين سيما في تعزز الفرص بعد رحيل إبرا المتوقع ورواج أنباء الاستغناء عن الغاني كيفين برينس بواتنغ، وقد يكون وجود مبلغ بضعفي المطلوب من النادي الملكي قد يغري بإتمام الصفقة سيما في ظل تعطش الجماهير لصانع الألعاب البرازيلي ونجمهم السابق عوضا عن إبراهيموفيتش. وكان النادي قد أتم بعض الصفقات التي دعم بها صفوفه حين وقع كل من فرانشسكو أتشيربي وستيفان الشعراوي وكيفين كونستانت والبرازيلي جابرييل فيريرا.