من المثير للسخرية أن تعطي دولة يغرق تاريخها في أعمال القمع والتنكيل والغزو ومصادرة إرادة الشعوب وإبادة الأقليات، وجميع حلفائها من الأنظمة القمعية المستبدة، دروسا في حقوق الإنسان، لكن روسيا التي لم تخجل من مساندة نظام يرتكب المجازر الشنيعة ضد شعبه وينحر الأطفال كما تنحر الخراف ومده بالسلاح، لن تخجل أبدا من ممارسة دور المحاضر في حقوق الإنسان! وأولى بالروس أن يوفروا دروسهم الأخلاقية في حقوق الإنسان لأصدقائهم في النظام السوري وغيره من الأنظمة الحليفة التي فرقتها الجغرافيا وجمعتها الأيدلوجيا القائمة على التفرد والإخضاع، حيث لا مكان فيها لغير الإنسان الخاضع لأيدلوجيا السلطة، فقد بلغت جرائم النظام السوري حدا يخجل منه الخجل نفسه، وتتبرأ منه الوحشية ذاتها، ولا تجد من يدافع عنها ويعرقل جهود وقفها سوى الحكومة الروسية وحلفائها! لقد ساهم الموقف الروسي في تحرير النظام السوري من أي التزام جاد تجاه المبادرات السياسية لحل الأزمة، وإطلاق يده من أي قيود للانقضاض على شعبه، وتفجير كل طاقاته القمعية الوحشية لحرب لم تستثن طفلا ولا شيخا ولا امرأة! فإذا كان الروس يريدون جردة حساب باحترام حقوق الإنسان، فليتذكروا جميع الحروب الكريهة القمعية والعرقية والعنصرية التي وقعت خلال العقود الأخيرة، ولينظروا إلى أي جانب وقفوا! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة