لو كانت بيانات الإدانة والشجب والاستنكار تحقق شيئا لكان العرب قد حرروا فلسطين منذ زمن بعيد، لذلك لن يكون بيان إدانة مجلس الأمن للمجزرة «الحولة» بالنسبة للسوريين أكثر من حبر على ورق !. ما ينتظره السوريون هو تحرك يغير واقع أعمال القتل التي يمارسها النظام ضدهم، وإذا لم تحرك مشاهد جثث أطفال سورية مشاعر العالم فما الذي سيحركه ؟! لقد قدم الشعب السوري الأرواح ليبرهن للعالم قسوة النظام المجرم الذي لم يعد يتورع عن ارتكاب المجزرة تلو المجزرة و كأنه حصل على رخصة القتل المطلقة، فماذا قدم العالم في المقابل غير بياناته و اجتماعاته الجوفاء ؟! فكم من طفل يجب أن ينحر قبل أن ينتقل المجتمع الدولي من مرحلة الأقوال، وعقد الاجتماعات إلى مرحلة الأفعال ورد الاعتداءات ؟! لقد شهد العالم مثل هذه المجازر في حروب التطهير العرقي و الكراهية المطلقة، لكن أن تقع في بلد يزعم نظامه أنه خيار شعبه فهذه فضيحة تلحق العار بالنظام الملطخة يداه بدماء شعبه، وكذلك العالم المتفرج الذي اختار أن يمارس النفاق في تعامله مع الجرائم الدموية البشعة التي يمارسها نظام فقد كل مقومات شرعيته بمعايير الغرب، و إذا كان الروس و الإيرانيون و قوميو دكاكين الشعارات العربية قد اختاروا الانحياز للقاتل فإن المجتمع الدولي بتخليه عن الضحية، ووقوفه موقف المتفرج على تدفق المال الإيراني و الأسلحة الروسية قد انحاز هو الآخر للقاتل ! لقد أصبح الشعب السوري وحيدا في مواجهة قتلته، لكنه رغم ذلك في موقع القوة، فزيادة قسوة النظام و إجرامه ليست إلا دليل على زيادة أوجاعه ! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة