لا نختلف على أهمية وأحقية ومشروعية المطالبة بالحقوق، وواجب المناداة بإصلاح الأمور التي تهم الوطن، وضرورة طرح الآراء البناءة التي تشارك في تحقيق آمالنا كمواطنين كي نخطو إلى الأمام ونتجاوز ما يعيقنا ويؤخر مسيرتنا الإنسانية باتجاه المستقبل، ولكن كل ذلك يجب أن يكون في إطار المواطنة وداخل حدود الإحساس الحقيقي بها والانتماء الصادق لها.. لا أظن أن النقد الموضوعي مرفوض، ولا لغة الحوار المفيد مرفوضة على المستوى الرسمي، بل أجزم أن هذا مطلوب لأنه يجسد المشاركة طالما هو نابع من حرص على الوطن، وحتى لو لم تتحقق بعض المطالب بالسرعة التي نريدها فليس ذلك مسوغا لأن تحيد الأساليب أو تنحرف وسائل التعبير أو تسقط اللغة الموضوعية، فكيف إذا تحول كل شيء إلى صدام مع الوطن وإيحاء بسهولة الانسلاخ منه، هنا تصبح القضية مختلفة تماما وغير مقبولة ولا يمكن لأحد أن يجد لها أسبابا وتبريرات.. الذي حدث في العوامية وبعد ذلك في سيهات مؤخرا شيء مؤسف جدا لأنه أعاد لنا المشهد الذي حدث سابقا وتمنينا ألا يتكرر، لقد تم حينذاك التعامل مع التجاوزات بنفس طويل حتى بلغت الأمور حدا يفرض التعامل معها بما يقطع دابر الفتنة والفوضى، وقد صاحب تلك الأحداث تأجيج من بعض المتطرفين في الرأي لا يخدم الوحدة الوطنية ولا يساعد على حل أي مشكلة في إطارها الوطني.. ثم جاءت الأحداث الأخيرة لتؤكد أنه ما زال موجودا من يرهن عقله وعاطفته لخطاب تعبوي متجاوز لكل ما يمكن استيعابه، فإذا كانت المجموعة التي هاجمت مقرا للأمن كانت تعبر عن استيائها من اعتقال أحد رموزها كما أشيع، فإن مراجعة بعض ما كان يطلقه ذلك الشخص من حمم الهجوم على الوطن والدولة ورموزها يؤكد أنه تجاوز كثيرا ما يمكن استساغته، بل إنه وصل حدا من الإسفاف جعله يتهجم على الموتى قبل الأحياء، ويجاهر بولاء لخارج الوطن، ويدعو بشكل علني إلى تمزيق خارطة الوطن، فهل كان ممكنا التسامح مع خطاب كهذا؟ وهل من العقل التعاطف معه، أو السكوت عليه؟؟. كل شيء يمكن امتصاصه، وكل تجاوز يمكن استيعابه، إلا أمن الوطن ووحدته واستقراره، وتهديد سلمه الاجتماعي بتبني مشاريع الآخرين.. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]