إذا كان ما حدث قد حدث في مصر، فإنه لا بد من وضع عدد كبير من علامات الاستفهام وإشارات التوجس حول المستقبل في البلدان العربية التي تطالب شعوبها بالتغيير، آملة في مستقبل أفضل.. الفهم غير المعقد لطبيعة مصر يشير إلى أنها رغم كل ما مر بها من ظروف ما زالت الحاضنة لأكبر مخزون بشري عربي من العلم والثقافة والفكر، وأنها تتميز بقدر جيد من التجانس في ديموغرافيتها، ولا تعاني من تباينات حادة ومؤثرة في نسيجها المجتمعي، لا من الناحية الإثنية أو المذهبية أو حتى الطائفية رغم بعض الأحداث التي سجلها الماضي لكنها لم تكن بالتأثير الكبير في سجل التاريخ المصري.. لكننا بعد 25 يناير بدأنا نتابع وجها آخر للواقع المصري، وجها مقلقا يجبرنا على التفكير في كل التفاصيل بعمق، والبحث عن المستفيدين من محاولة وأد الأمل في روح مصر.. تبعات كبيرة ومتعبة دفعتها مصر وما زالت منذ 25 يناير، اقتصاديا وأمنيا، وكان الأمل أن يعي كل مصري أهمية دوره لتجاوز هذه المرحلة الحرجة، مهما كانت طموحاته أو توجهاته أو حساباته الشخصية، لكننا رأينا من يحاول تكريس الفوضى واختلال الأمن، وتم تفسير ذلك بمصطلح «الثورة المضادة» وقبلنا هذا التفسير رغم غموميته وضبابيته، فهل نستخدم هذا المصطلح لتفسير ما حدث في حي إمبابة قبل أسبوع وأمام مبنى ماسبيرو ليلة السبت الماضي؟؟.. خطير جدا أن تنفجر مواجهات ذات صبغة دينية في بلد كمصر تمر بمرحلة من أهم وأحرج مراحل تاريخها. توقيت خبيث حين تبرز هذه المشكلة على سطح الأحداث وتصرف الجهد إليها بدلا من التعامل مع ملف ضخم لإعادة ترتيب أوراق مصر. كل شيء يمكن التفاؤل بالقدرة على احتوائه الا انفجار مواجهات لها صبغة دينية أو طائفية، لأنها أثبتت أنها شرارة السوء والاحتراب المستمر والانقسام وتفتيت الأوطان، وإذا استطاع المحركون لهذا المشروع الخبيث استمراره في بلد كمصر فإن بقية البلدان التي تناضل الآن من أجل مستقبل أفضل ستكون أكثر تأثرا إذا تم تحريك مثل هذا المشروع فيها، ولذلك يجب إيقاف هذا العبث بكل الوسائل قبل أن يستفحل.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة