ساذجا .. كالطبيعة يصحو على غير ما موعد ويلقي السلام على ذكريات السلام ويقتاد نحو براري الأجنة قطعانها.. اركضي .. واركضي كالوعول لما امتد من فسحة الأبد .. الغيب! ماذا سيحدث .. لو عدت وحدي لأرعى انحدار الأصيل بلا ضجة ؟ أتذكر وحدي ثغاء الأجنة في رحم الغيب! هذا الثغاء الغريب المبعثر كالحلم. ماذا سيحدث .. لو أنها غفلت عن سجيتها مرة.. وانتحت في براري الأجنة سهلا يطل على هوة ساحقة؟! .... كان يسألها – نفسه –.. ساذجا كالطبيعة يخضب قلب الفضاء بشبابة لا تمل تراتيلها الموحشة . هكذا .. كان يصحو ليفتض صمت الحقول ويحرث ما كان.. أو سيكون .. وما لم يكن ..! هذه الأرض أولى بأسرار هذا الفؤاد القليب هي الآن أكثر حرية وغموضا .. فماذا تخبئ في جوف حزنك يا (ديناصور)؟ وأي الوصايا ستحفظ يا أيها الحلزون الوحيد السجين ؟ .... هو الآن يرسم .. يمحو يجيب .. ويسأل ما هذه الترهات .. أيا جسد الأرض .. والأحجيات ؟ .... انزع الورق الأبدي .. رويدا رويدا ودعها تعود إلى سالف البدء وحشية عورة الأرض.. لا شجر .. لا سحاب يظللها فانزع الخرقة البالية. خذ نصيبك والعق نداوة فطرة جدتك الأرض سود بياض انتظارك .. بيض سواد نهارات أمسك.. .... يسمع هذا الصدى المتهاطل في صمته وتنزاح كل الجهات إلى نقطة البوح حد التلاشي ! .... هنا سوف توحي الطبيعة للأرض أن غيري لغة النازحين إليك هبيهم طمأنينة لا تكدرها شهقات الرياح تماهي بهم .. أيتها الأرض.. قولي لمنجل يوم الحصاد الأخير: تمهل .. أيا حاطب الروح .. ثمة عوسجة .. وبنفسجة في هدوء الحقول تنامان في حلم واحد .. فاحترس حين تحصد روحيهما من نداوة عينيهما أن تشعا بعينيك ..! ربت على كتف الحلم واحمل سريعا خطاك إلى حلم آخر يتمدد تحت الحصاد الأخير . .... وحيدا .. كمشنقة في عواء الرياح .. يعود إلى سهوه ساذجا كقطيع الأجنة يرسل نحو الظلام نطاف الضياء ويهمس .. أيتها العادة البكر .. شاخت سنابل ناصية الدهر ثدي النجوم ترهل والعادة البكر طافت على نصف دائرة حولها فماذا سيحدث ؟ ماذا سيحدث .. لو كممت عينك الآن صوت الظلام .. ونمت على غير ما موعد .. يا زمان ؟! .... ستكتب .. تمحو تجيب .. وتسأل كن ساذجا .. وانتظر أمرها يا غريب.