ما سيحدث في السنة الجديدة - 2012 - هو من الغيب الذي لا يعلمه إلاّ الله عزّ وجلّ، مثلما يعلم الشهادة.. والسِرّ وأخْفَى!. في صبيحة السنة الجديدة، لبِسْتَ ملابسك أيها الإنسان ولا تزال تلبسها، لكن من يعلم غير الله.. هل تستمرّ في لبْسِها طيلة العام؟ أم يخلعها غاسل الموتى عن جسدك إذا أتاك اليقين؟. سنة 2012 سحابة تتراءى رُويداً رُويدا، وسُرْعان ما ستتبدّد شهورُها وتنقضي أيّامُها، وتُصبح في الماضي بعد أن كانت في الحاضر والمستقبل!. في صبيحة السنة الجديدة، رأيتك يا إنسان وأنت تجمع رزقك، وتبني بيتك، وتُوصِل أولادك للمدارس، فهل علِمْتَ أنك تجمع لورثتك لا لنفسك؟ وتبني للفناء لا للخلود؟ وأنك وما وَلَدْت.. للموت سائرون؟. لقد مشيْتَ في مناكب الأرض، وحطّيْتَ على القمر، وسبحْت مركباتُك باتجاه الكواكب، واستخرجْتَ الكنوز من الثرى، وغُصْتَ في البحر، وعرفْتَ أسرار الأولين، وتوغّلْتَ في متاهات النفس والجسد، وقهرْتَ الحيوان، وسخّرْتَ النيوترون والذرّة، لكنك عجزْتَ عن معرفة الغيب ولو لسنة قادمة، ولو لشهر، ولو ليوم، ولو لساعة، ولو لدقيقة، ولو لثانية، فما أضعفك وما أهونك!. ليت شعري: ماذا سيحدث لك في عام 2012؟. تذكّر قول الشاعر: وليست حياةُ المرو إلاّ أمانياً إذا هي ضاعت فالحياةُ على الأثر! سنة جديدة .. وسعيدة للجميع!.