وصف الدكتور يوسف العريني صاحب ومالك شركة لتصنيع الدواء في القصيم إن الوقت ما زال بعيدا للمنافسة في هذه الصناعة الحيوية برغم التطور الهائل والإمكانات الكبيرة التي أتاحتها الجهات المختصة للشركات العاملة في القطاع الدوائي، وشرح أن تصنيع الدواء بدأ في المملكة منذ العام 1990م ويوجد الآن أكثر من 12 مصنعا مرخصا. مشيرا إلى أن أكثر التعقيدات في صناعة الدواء هي تطلب استثمارا عال التكلفة طويل الأمد لعودة رأس المال، كما يواجه صعوبات في إجراءات تسجيل الدواء بسبب دقة المنتج وحرص هيئة الدواء على الصحة العامة. كما أنه لاتوجد جهة محددة توجه رجال الأعمال وتحفزهم للدخول في هذا الحقل فمعظم التجار يتجهون إلى تجارة الكسالى (العقار). وأضاف الدكتور العريبي أن الفرق بين الدواء المصنع والمستورد هو أن المحلي يعد الأجود والأفضل بسبب إمكانيات وقدرات ومهارة هيئة الدواء السعودية في المراقبة والرصد والمعالجة، وعلى الرغم من جودة بعض المستورد لكنه ينافس المحلي. وزاد العريني أن التصنيع في معظم مصانع المملكة يبدأ من الصفر من حيث استجلاب المواد الخام من دول متباينة وإضافتها ثم تعبئتها حسب الشكل الصيدلاني وهناك بعض الأدوية يتم تعبئتها في المملكة دون أن تمر في مراحل التصنيع الأولى ويعد ذلك تصنيعا محليا طبقا للنظام الذي يعتبر أي منتج تم إضافة نسبة 40 % من عملياته التصنيعية منتجا سعوديا. مراهم ودواء السعال ويشير الدكتور العريني إلى أن ما ينتج في السعودية لا يقتصر على المراهم أو أدوية السعال بل يوجد جميع أنواع الأشكال الدوائية فهناك الصلبة مثل الأقراص والكبسولات والفوارات والمساحيق وهناك شبه الصلبة مثل الكريمات والمراهم والسائلة إلى جانب صناعة المطهرات بكل صورها السائلة والرغوية وصناعة الحقن الوريدية وغيرها. وقال من المعلوم أن صناعة الأدوية علم أكثر منها تجارة فهي تتطلب خبرات عالية واستثمار قوي ولكنها في نفس الوقت ممتعة حتى ولو كانت مهلكة، لذا فإن الاستثمارات فيها قليلة. دواء السرطان .. مشكلة ولفت الدكتور العريني إلى أن نصف صناعة الدواء هي أنظمة وتعليمات دقيقة، ونصفها الثاني أجهزة ومعدات ومبان لذا فإن العلم هو المحور الأساس في صناعة الدواء، فمن أهم الأشياء عند تكوين مصنع الدواء هو مستوى موظفيه القياديين حاثا رجال الأعمال على الاتجاه لحقل الدواء والصناعة الاستراتيجية التي تخدم الإنسانية جمعاء. حيث إن المصانع المحلية لا تفي باحتياج المملكة إذ أن أكثر من 85 % من الأدوية مستوردة من الخارج والسوق الدوائي يتجاوز 11 مليار ريال بينما السوق الصحي بوجه عام يتجاوز 50 مليار ريال. ولفت الدكتور العريني إلى أن الدول العربية تنقصها مصانع معالجة السرطان وتمنى من الجهات المختصة العمل بمثابرة نحو تشجيع رجال الأعمال والصناع نحو إنشاء مصانع أدوية معالجة للمرض الخبيث. مشيرا إلى أن عدد مصانع الدواء في الوطن العربي أكثر من 300 وبعضها لا يستحق أن يطلق عليه اسم مصنع.