تصدرت منطقة نجران قائمة المدن في دفع الديات أو المبالغ التي تعطى في الإصلاح بمبلغ اقترب من 47 مليوناً في سنة واحدة كانت حصيلة عدد من قضايا الدم. ومن منطلق الآية الكريمة «فمنْ عفا وأصلح فأجره على الله»، تتصدر قضايا العفو المشهد النجراني وتحضر من خلال أصحاب الأيادي البيضاء ومن خلال دور القبيلة فيِ تقريب وجهات النظر بين فئات المجتمع بالمناصد ولجان إصلاح ذات البين التي تكون عادة من خلال أشخاص لهم باع طويل في عملية الإصلاح. وعرف عن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة نجران، حرصه على حل الكثير من قضايا الدم ودوره الإصلاحي وقدرته على احتواء الكثير من أصحاب قضايا الدم بماله ووقته وجاهه، وآخرها قضية سجين نجران المعاق محمد بن علي القحص والتي يوليها حرصه وعنايته، حيث سار سموه على نهج والده خادم الحرمين الشريفين والذي يولي حفظه الله قضايا الدم اهتمامه الخاص دائما بين قبائل المملكة، فكم أعتق أيده الله رقابا من حد القصاص ومن السجون. وفي نجران كان ومازال الشيخ سعد بن عامر آل سالم من ذوي الأيادي البيضاء في المشاركة في قضايا الدم نظرا لعلاقاته الكبيرة بقبائل المملكة وهو عضو فاعل في لجان إصلاح ذات البين في منطقة نجران. وأوضح ل«عكاظ» الدكتور ذيب بن سعد بن عامر آل سالم حول الدور الذي قام ويقوم به والده في إصلاح ذات البين وكيفية الإصلاح، أن والده عندما يدخل في عملية إصلاح بين أولياء الدم يواجه مصاعب كثيرة منها تعنت بعض أولياء الدم وإصرارهم على مطالب معينة، فبعض القضايا تنتهي خلال أسابيع بينما بعض القضايا يستمر الصلح والمطالبة فيها أكثر من 15 عاما، وقد كان للوالد دور في الكثير من القضايا ذات الصلح القريب والبعيد ولا يتوانى في الدفع من جيبه الخاص وحلاله ابتغاء وجه الله وإيمانا منه بأن الإصلاح بين الناس تقرب إلى الله. ويتذكر الدكتور ذيب أن والده قد وقف على الكثير من قضايا الدم منذ بدايتها حتى انتهت بالصلح ومنها قضايا تبلغ قيمة الصلح فيها 9 ملايين، حتى في الكثير من المرات كان يهدي مقتنياته الخاصة، ففي إحدى محاولات الصلح أهدى سيارته الخاصة، وفي واقعة أخرى قدم خنجره الشخصي وكان محتزما به وأهداه لأولياء الدم، على الرغم من أن الجنبية تعني لقبائل يام وهمدان قيمة معنوية كبيرة، وإهداؤها بمثابة الهدية الكبرى عندما يفكها من محزمها ويهديها، مشيرا إلى أن لوالده علاقة واسعة بالكثير من مشايخ القبائل في الشمال والجنوب والشرق والغرب على مستوى المملكة، لذلك فهو يدعى في الكثير من قضايا الدم داخل وخارج منطقة نجران ولا يتردد بل بالعكس دائما ما يتحرى عن القضايا التي تحتاج وقفة صادقة مع الله.