قادت شفاعة أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبد الله أمير وشفاعة شيخ شمل قبائل المكارمة بمنطقة نجران الشيخ عبد الله المكرمي يوم أمس الاثنين لإنهاء خلاف بين قبيلتي آل حوكاش وآل خريم ، والذي اندلع إثر قيام أحد أفراد قبيلة آل خريم بقتل فرد من قبيلة آل حوكاش منذ ما يقارب أربع سنوات . وتبعاً للعادات والتقاليد القبلية المعتادة في منطقة نجران، تدافع الآلاف من أهالي منطقة نجران من قبائل يام وهمدان والمكارمة إلى التجمع لإعداد ما يسمى في منطقة نجران ب"المنصد" الذي أعدته قبيلة آل خريم وبتعاون مع جميع القبائل لقصد قبيلة آل حوكاش. إلى ذلك قدمت وفود القبائل يتقدمها أمير منطقة نجران والشيخ عبدالله المكرمي إلى موقع قبيلة آل حوكاش، الذين رحبوا بسموه وبالشيخ المكرمي وبكافة أهالي منطقة نجران الذين اقبلوا بمعيتهم بعدها وتبعاً للعادات القبلية بالمنطقة، اجتمعت قبيلة آل حوكاش فيما يسمى بالمختصر أو "البرزة" لتداول الآراء حول الصلح ومن ثم الرجوع إلى القبيلة الأخرى بالشروط ، وقد تمثلت شروط قبيلة آل حوكاش بوثيقة جاء فيها : إشارة إلى المساعي الحميدة التي قادها الشيخ عبدالله بن محمد المكرمي شيخ شمل قبائل المكارمة وأشرف عليها وتابعها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران وما نتج عنها من تأجيل قصاص السجين إبراهيم بن حسين بن علي آل خريم والذي كان مقرراً بتاريخ 18 /5/1431 ه في قضية قتل المرحوم علي بن صالح بن عبد الله آل حوكاش واستكمالاً لتلك الجهود والمساعي الحميدة تقدم صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله وفضيلة الشيخ عبدالله بن محمد المكرمي وقبيلة آل خريم ومن عاونهم وحضر بحضورهم من مشايخ يام وولد عبدالله والمكارمة ولجنة العفو والإصلاح وعدد كبير من الأعيان والوجهاء في منطقة نجران وقصدوا قبيلة آل حوكاش في منازلهم طالبين العفو عن السجين المذكور .. وبناء عليه تداول أولياء الدم وكافة قبيلة ال حوكاش الرأي وثمنوا هذا الحضور المميز وقدروا هذه الوجوه المشرقة وقرروا الآتي : أولا : قرروا تنازلهم عن حقهم في القصاص لوجه الله تعالى ثم لوجه فارس الإصلاح وقائد مسيرة التسامح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ثم لوجه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله ولوجه فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد المكرمي شيخ شمل قبيلة المكارمة. ثانيا : هذا الجمع الذي قصدنا في منازلنا سمو الأمير وشيوخ الشمل وناوبهم ولجنة الإصلاح والوجهاء والأعيان وكل من حضر هذا المجمع خطوتهم علينا عزيزة وحقهم عندنا كبير لذا قرر ال حوكاش التنازل عن جميع الحقوق المالية إكراما وتقديراً للجميع وبدون استثناء. إبراهيم ينتظر لحظات الفرج بعد تنازل أولياء الدم ثالثا : حكم ال حوكاش بجلاء إبراهيم بن حسين بن علي ال خريم جلاء مؤبدا عن منطقة نجران وجميع محافظاتها ومراكزها وضواحيها ويطلبون إثبات ذلك في صك شرعي يتضمن انه في حاله تواجده في منطقة نجران فإن دمه هدر وأنه الجاني على نفسه . وقد ذيلت تلك القرارات بتوقيع قبيلة ال حوكاش : عنهم صالح بن عبدالله ال حوكاش . بعدها تم إعداد وثيقة صلح واتفاق بين القبيلتين ، وما أن انتهت مبادرة الصلح بين أفراد القبيلتين حتى ارتفعت الرايات البيضاء من أفراد القبائل مقدرين لقبيلة آل حوكاش موقفهم الإنساني الذي وصف من الجموع بكونه معبرا عن وفاء "آل حوكاش" والترابط النجراني بين قبائل المنطقة. في المقابل عمت الأفراح السجن العام بنجران يوم أمس فور تلقي السجين إبراهيم حسين آل خريم نبأ العفو عنه واحتفلت إدارة السجن بالنزيل وشاركته أفراحه وهنأ مدير سجون المنطقة العقيد علي بن احمد الشهري السجين آل خريم بمناسبة عفو ورثة القتيل عنه ولوجه الله تعالى ، مؤكدا أن سمو أمير المنطقة بذل مساعي الصلح منذ وقت مبكر وتكللت بالتنازل عن السجين وأضاف الشهري أن السجين آل خريم أمضى في السجن 4 سنوات و11 شهرا على اثر القضية التي طويت صفحاتها يوم أمس على يد الأمير مشعل بن عبد الله وبكرم من قبيلة آل حوكاش مشيرا أن هذا يضاف إلى سجل سمو أمير الإنسانية . من جانبه شكر السجين إبراهيم آل خريم ( القاتل ) ، صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله على مساعيه الخيرة التي تكللت بتنازل ورثة الدم عنه مقدماً شكره وتقديره لقبيلة آل حوكاش على تنازلهم يوم أمس مؤكدا أن باب الأمل لديه لم يغلق حتى آخر لحظة لثقته المطلقة بكرم أهل القتيل مؤكدا انه الابن البار لهم . والد المجني عليه يتنازل عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى