يعتبر الأمن والكفاية ضلعين رئيسيين يشكلان المثلث الهرمي للحياة الاجتماعية الكريمة لما يمثلانه من شريان لتشكل أي حياة إنسانية طموحها الاستقرار، إذ أن الأمن حاجة نفسية لا يعلو شأن النفس إلا بتأمينها، والكفاية حاجة جسدية لا غنى لأفراد المجتمع عنها. ومما لا شك فيه أن الأمن الذي تعيشه المملكة وحرصت القيادة على استتبابه كونه مقصدا شرعيا كان ولا يزال له الأثر الإيجابي في الاستقرار الذي ظهرت نتائجه الإيجابية في نواحي التنمية والتطور في شتى المجالات التي تمس المواطن وتحقق له رفاه العيش، آخذة بعين الاعتبار أنه لا حياة كريمة دون أمن مستتب. ويأتي على قائمة النواحي الأمنية تلك التي تعنى بالشأن الإلكتروني والأجهزة الذكية، باعتباره جانبا مهما في ظل الثورة التقنية وسرعة تناقل الإشاعة والترويج لها، كذلك الحال فيما يخص الهواتف الذكية وما تقدمه من خصائص تمتاز بالسرعة في نقل المعلومة، ومن هذا المنطلق فإنه من الضروري تثقيف المجتمع بماهية الأمن الإلكتروني وتأثيره على الفرد والمجتمعات بمختلف الثقافات والألوان، وكذلك الحديث عن العواقب التي قد تكلف الكثير من الأموال والجهود وغير ذلك إزاء التهاون في إعطاء مجال الأمن المعلوماتي التقني أهمية كافية كغيره من المجالات الحساسة التي تلعب دورا كبيرا في حياتنا اليومية. إن انتشار الإشاعة عبر ما يطلق عليه «البرود كاست» أو الرسائل الجماعية المعتمدة في واقعها على ثرثرة تهدد الأمن الاجتماعي وتهدف لتحقيق قصب السبق دون أن يكون هناك أي تصور لما قد يحدث وإلى ما ستؤول إليه النتائج الأمر الذي يربك حياة المجتمعات، وهذا أمر يدخل ضمن إرهاب الناس وإدخال الفزع والخوف في نفوسهم وهو أمر محرم شرعا. إننا في الوقت الذي زاد فيه الاعتماد على التقنية في حياتنا اليومية الأمر الذي أدى في المقابل إلى ازدياد المخاطر والمخاوف الأمنية التي قد تحملها من أصقاع المعمورة في ظل انعدام مصداقية المصادر، فإن الحاجة أصبحت ملحة لزيادة الوعي والتثقيف بأمن المعلومات في المجتمع أكثر من أي وقت مضى، نظرا لأن أي خرق لهذا المجال يؤدي إلى نسف بنية المجتمع على المستوى الاستراتيجي والسياسي وغيرهما، واستغلالها لمصلحة المخربين والذي يحملون أفكارا هدامة هدفها زعزعة الكيانات المستقرة.