يرى أستاذ علم النفس المساعد في قسم الدراسات العامة في كلية الدراسات المساندة والتطبيقية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور أحمد بن دانية،، أن من ضمن العوامل المغذية للإشاعة، «معقولية الشائعة وبساطتها، الذي يغذي انتشارها ويسهله، إضافة إلى عدم توفر المصادر الموثوقة التي يمكن الرجوع إليها، للتأكد من المعلومات المرتبطة في الإشاعة المتداولة»، موضحاً انه «إذا كان مستوى القيم ضعيفاً سهل نقل الإشاعات». وأكد ان الإثارة «تغذي الإشاعة»، مبيناً ان ذلك «مرتبط بالدوافع الإنسانية في حب الإثارة والبحث، أو ما يعرف بالشغف الإنساني. فكلما كان الأمر ذا أهمية للأفراد أو المجتمع، كلما كان ذلك مدعاة لتغذية الإشاعة»، موضحاً ان «الشهرة والأهمية من العوامل الأساسية المغذية للإشاعة». وقال: «كلما كان المستوى الثقافي العام بسيطاً؛ كلما تغذت الإشاعة بسهولة أكبر. إضافة إلى صعوبة الحصول على المعلومة، وقلة توافرها. فكلما صعب الحصول على المعلومة؛ كان ذلك مغذياً للإشاعة»، مشدداً على وجود «قوانين وإجراءات لردع الإشاعات، وإذا غابت القوانين سهل تغذية الإشاعة». وأبان ان من الدوائر الاجتماعية التي تساهم في تضخيم الإشاعات «الإعلان والدعاية، من خلال استخدم أصحاب الأعمال والتجار، أموراً أقرب إلى الإشاعة منها إلى الصحة، عن منتجاتهم، للترويج لها، وبخاصة من خلال استخدام الوسائل الفنية المبهرة، إضافة إلى الإعلام بأشكاله، إذا لم تتوافر فيه المهنية العالية بأخلاقياته، الذي يمكن أن يكون الوسيلة الاجتماعية الأخطر في تضخيم الإشاعات. ولعل الصحف الصفراء لها دورها الكبير في هذا المجال، إلى درجة التجاوز». وأوضح ان هناك مختصين في ترويج الإشاعات»، مبيناً ان الذين يعانون من «مشكلات نفسية، مثل الإحساس بالنقص، يرمون غيرهم بنواقص على شكل إشاعات، ويأتي ذك من خلال الحيل الدفاعية مثل الإسقاط». وذكر ان «المحترفين المتخصصين في الدعاية بأشكالها، ولأسباب قد تكون سلبية، أو إيجابية، فقد يتخصص بعضهم في الحرب النفسية، لإضعاف العدو، أو قد تعمل الدوائر على تهيئة الناس لقرارات معينة، ومثل هذه الحالات تحتاج لمتخصصين». وذكر أن من بين الآثار الإيجابية للإشاعة أنها «تعطي للفرد والجماعة آمالاً إذا ما كانت مرتبطة في حلول ممكنة لمشكلات الأفراد والجماعة، ففي ظل الأزمات المختلفة نتعطش للأخبار السارة، وقد نتعلق تعلق الغريق بالقشة، فيرى علماء النفس هنا أننا نتعلق بما يمكن أن يعطي معنى يساعدنا على التكيف مع الأمور الغامضة، والعامل مع همومنا وقلقنا»، مبيناً ان بعض علماء النفس يرون أن «الإشاعة قد تساعد في تطور الذكاء، وتلعب دوراً إيجابياً في الحياة الاجتماعية وتماسكها، إذا ارتبطت فيما يخدم قيم المجتمع الأساسية. ولكنها تؤثر سلباً إذا جاءت من طرف آخر، أو ضد المجتمع». ولفت إلى أثار سلبية من خلال «نقل المعلومات المغلوطة عن بعض الأمراض، أو الأدوية المرتبطة بها». وأكد انه «قد تكون الإشاعات مدمرة، إذا عززت الهموم والقلق والمخاوف، فقد تؤدي إلى عدم تعاون الأفراد فيما يخدم المصلحة العامة في مجالات مهمة، مثل الأمن»، مبيناً أن الإشاعات تكون «مدمرة وذات آثار تترك سمومها في الفرد والمجتمع، وبخاصة في حالات الشك والفوضى، وتحديداً في ظل التواصل الضعيف، وشح المعلومات الدقيقة الواضحة».