قال الشعب المصري كلمته، وجاء الإخوان المسلمون إلى سدة الحكم، وعلى الجميع احترام قانون اللعبة السياسية ورغبة الأغلبية. ولكن يبقى الأصعب، في كيفية أن تدير وطنا متنوع الثقافات والأهواء والديانات والمصالح ويعتمد على الحريات المدنية وقطاع السياحة بشكل رئيسي، فتنجح في ذلك وتكون رئيسا لكل المصريين وتنال ثقتهم وليس لجماعة واحدة مهما كان حجمها في الشارع السياسي. من السهل إطلاق الوعود والكلام، ولكن الصعوبة في الفعل وتراكم الإنجازات. عندما انحصر اختيار المصريين بين (مرسي وشفيق). تمنى البعض فوز (مرسي) وكنت منهم كمحب لمصر ومهتم بالشأن المصري، ليس بسبب حبي للجماعة ولكن سباق الرئاسة انحصر بين خيارين صعبين، ولأن فوز رجل محسوب على النظام سيدخل مصر في دوامة كبيرة، من اتهام للانتخابات بالتلاعب والتزوير، وما يتبعه بعد ذلك من فوضى وتداعيات خطيرة في المنطقة، وسيكون الإخوان من جديد شهداء. وفي حالة فوز شفيق سيقول البعض: فإن أهل الثورة سيقولون (كأنك يا أبو زيد ما غزيت). • • • سبق أن قلت في هذا السياق، أن ميدان التحرير سيكون الطريق للمطالبة بتعديل المسار لو حدثت حالة نكوص بعد وصول الجماعة إلى السلطة، خاصة بعد كسر جدار الخوف والصمت الأبدي من قبل المصريين. وسيبقى الرئيس وفريقه تحت العين ومراقبة الأداء والتربص، سواء من قبل شباب الثورة الذي قاد التغيير، أو من تلك الدول التي وقفت بجوارهم سياسيا وعسكريا، وحمتهم من عنف النظام السابق. والأهم عدم ارتكاب الأخطاء سواء في الشأن المحلي أو الخارجي. • • • تكلم مرسي في كل شيء، ولكن لم يتكلم عن كيفية إداراته للحريات المدنية وحجم هامش حرية الفن والصحافة. وها هي أول ردة الفعل، على وصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم، بقيام بعض المسيحيين بتأسيس جماعة (الإخوان المسيحيين)على غرار جماعة الإخوان المسلمين، وبالتالي ينطبق القول المصري الشهير (ما فيش حد أحسن من حد). هنا تكمن الصعوبة في التعاطي مع تلك الحالات والحروب الطائفية الصغيرة والكبيرة بمسافة واحدة، أو في إقناع بعض السلفيين الذين يرفضون تعيين امرأة وقبطي كنائبي للرئيس كما وعد مرسي. ستبقى مصر معنية بإصلاح شأنها الاقتصادي والاجتماعي الذي تضرر كثيرا بسبب ضريبة التغيير الباهظة الثمن. وقوة مصر ستكون من قوة شأنها الاقتصادي وليس بسبب الدعم الخارجي الذي له ثمنه. • • • المجلس العسكري في مصر. ما هو دوره؟ هل سيكون كدور عسكر تركيا في حماية المدنية؟ وبالتالي المراقب لأي تجاوزات قد تحدث مستقبلا؟، أسئلة كثيرة تحتاج إلى وقت وصبر وتقديم تنازلات من كل الأطراف حتى تكون مصر قوية وعصرية. [email protected]