أسقطت شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة محافظة جدة واحدا من أشهر زعماء عصابات التسول في مدينة جدة، بعد أن تتبعت معلومات عن قيام أحد الوافدين من جنسية عربية مجاورة باستئجار أوكار للمتسولين وتأجيرها لهم من الباطن، والعمل على توزيعهم على مواقع هامة بهدف ممارسة التسول، على أن يقتسم معهم الحصيلة اليومية من المبالغ المالية التي يجمعونها. وكان السمسار خالد علي يعمل على رصد الشوارع الرئيسة المهمة، والتي يختارها بعناية لأفراد الشبكة العاملين معه، وبينهم أطفال صغار، ومن ثم يعمل على توزيعهم على تلك المحاور والمواقع الهامة في محافظة جدة بهدف ممارسة التسول، وبعد منتصف الليل يعود إلى جمعهم مرة أخرى وتقاسم الغلة معهم. وأكدت التحريات الأمنية التي قامت بها شعبة البحث والتحري في شرطة جدة أنه يعمد إلى الخروج من منزله في حدود الثانية ظهرا، ويتوجه الى أحد أحياء جنوبي جدة، لتجميع المتسولين، ومن ثم ينزل كل متسول في الموقع المحدد له مسبقا، ويستمر عملهم حتى ساعة متأخرة من الليل، حيث يحضر السمسار (الزعيم) لجمعهم وإيصالهم إلى منازلهم بعد اقتسام الحصيلة اليومية. وفي ضوء هذه المعلومات، تم وضع خطة للايقاع بالسمسار وبقية أفراد الشبكة، تلخصت في ضرورة متابعته أثناء نقله للمتسولين في الفترة المسائية وهم عائدون بغنيمتهم من التسول، ليتم ضبطه داخل سيارته ومن معه، وهو ما جرى اعتماده بعد أن شدد مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي على ضرورة متابعته، وبمجرد توقفه بجوار أحد المساكن الشعبية وسط جدة طوقته الفرقة الأمنية وقبضت عليه مع جميع أفراد الشبكة. وكشفت التحقيقات الأولية مع أفراد العصابة أن السمسار «خالد» هو من أحضرهم من بلادهم، ووفر لهم السكن وسيارة لنقلهم إلى المواقع المحددة لكل منهم لممارسة التسول مقابل مبلغ مادي متفق عليه يدفع له يوميا. وأوضح الناطق الإعلامي المكلف في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق أن معلومات بحثية أكدت وجود نشاط مشبوه لوافد عربي يعمل على إدارة شبكة من المتسولين، ويتولى توفير السكن لهم ونقلهم، ويحصل على مبالغ مالية كبيرة مقابل ذلك. وأشار البوق إلى أنه تم ضبط زعيم الشبكة وجميع المتسولين المتعاونين معه متلبسين.