تشهد بعض أحياء جدة، مثل الفيحاء والمسرة، وبعض أجزاء الكورنيش مبادرة لتدوير النفايات، حيث وزعت أمانة جدة مجموعات من الحاويات الصغيرة، كل مجموعة تتكون من ثلاث حاويات إحداها برتقالية اللون والأخرى خضراء والثالثة زرقاء، لفصل أنواع النفايات الورقية والبلاستيكية والزجاجية أو المعدنية حسب ما هو موضح على كل منها، أما بقية النفايات مثل فضلات الأطعمة وغيرها فقد تركت للحاويات الكبيرة السابقة. الحقيقة أن رؤية الحاويات الجديدة كانت مفاجأة سارة ومبادرة الأمانة لتدوير النفايات هي مبادرة جيدة تستحق عليها الشكر والتشجيع، ونتمنى أن يتعاون سكان الأحياء التي تشهد هذه التجربة مع الأمانة في فصل نفاياتهم ووضعها في الحاويات الصحيحة. كما نتمنى للتجربة النجاح حتى تتحول إلى ممارسة دائمة يستمر العمل بها وتعميمها على كل أحياء جدة بل وعلى غيرها من المدن في بلادنا. ونتمنى أن ينضم المواطن السعودي إلى المسيرة العالمية التي تهدف إلى توعية الفرد للمشاركة في ثلاثة أمور ضرورية لمواجهة مشكلة النفايات الضخمة على مستوى العالم. هذه الأمور هي: تقليل النفايات قدر الإمكان، وإعادة استعمال ما يمكن منها، وتدوير كل ما يمكن تدويره. أتمنى أن تنضم كافة الجهات التعليمية، مثل الجامعات والمعاهد، وغيرها من الجهات الحكومية والخاصة التي تستهلك وترمي كميات ضخمة من الورق، مثلا، بسرعة إلى جهود التدوير بالتنسيق مع الأمانة. ومنذ عدة سنوات بدأنا في مركز الملك فهد للبحوث الطبية بجامعة الملك عبد العزيز في تدوير الورق بالتنسيق مع إحدى الشركات التي تعيد استخدام الورق في صناعة الكرتون وأطباق البيض وغير ذلك. وكان المأمول أن تتسع التجربة لتشمل كافة كليات الجامعة بل وحتى بعض النقاط الأخرى ولكن ذلك للأسف لم يحصل. وربما تساعد مبادرة الأمانة الأخيرة على إكمال المشوار. الواقع أن مدينة مثل جدة تلقي بكميات هائلة من النفايات. وكثير من الحاويات تفيض عن طاقتها فتتكدس النفايات حولها ثم تحملها الريح إلى كل مكان حتى يشعر الإنسان أحيانا أن المدينة تكاد تغرق تحت نفاياتها. كل الدول المتقدمة صارت تدور نسبا كبيرة من نفاياتها. والتدوير هناك صار صناعة كبيرة مربحة وأصبح عادة لدى المواطنين. والناس يأخذون ثمنا مقابل كل ما يقومون بتدويره. نحن تأخرنا في هذا الموضوع كثيرا ونسبة التدوير عندنا لا تكاد تذكر، ويجب أن نلحق بالركب ونعوض ما فاتنا. وعندما يحس المشارك في التدوير أنه ينقذ أشجار الغابات من القطع أو أنه يقلل من تلوث المحيطات بالبلاستيك فإن ذلك يولد عنده إحساسا كبيرا بالسعادة. أخيرا: أتمنى أن تصمد مبادرة جدة لتدوير النفايات في وجه كل الصعوبات التي قد تواجهها، وأن يتم تطويرها وتعديل أية جوانب نقص قد يتم اكتشافها فيها، وأن يتم متابعتها والتوسع فيها وتشجيع الصناعات القائمة على التدوير. حتى تنجح في ترسيخ ثقافة التدوير لدى كافة المواطنين وتوطين صناعته. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 133 مسافة ثم الرسالة