كدت أقع في خطأ تحمست له حول خبر نشرته إحدى الصحف عن «تدخل هيئة مكافحة الفساد في قضية تعيين خريجي الحاسب الآلي» حيث استغربت تدخل «نزاهة» في موضوع أعتقد أن لا ناقة لها فيه ولا جمل.. فأين الفساد في تغيير مسمى وظائف خريجي الحاسب الآلي المعينين في وزارة التربية والتعليم على المرتبة السادسة بدلا من السابعة، وتغيير مسمى وظائفهم إلى «مساعد إداري» بدلا من «مسجل معلومات» مما يعني حرمانهم من بدل الحاسب الآلي وهو 15% من الراتب؟. الموضوع برمته كما كنت أتوقع يتعلق أولا بوزارة الخدمة المدنية وهي الجهة التي تقوم بتصنيف الوظائف ثم بوزارة التربية والتعليم ووزارة المالية من حيث التعيين بعد اعتماد الوظائف من وزارتي الخدمة والمالية.. بمعنى أن «مكافحة الفساد» بعيدة عن هذا الموضوع لأن مهمتها كشف أوجه الفساد الذي تعارفنا عليه من خلال الرشوة وسوء استخدام السلطة وكل ما يجلب منفعة خاصة وغير مشروعة لأي فرد في أي قطاع وخصوصا القطاع الحكومي. وجدت وأنا أعود إلى «الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد» أنني مخطئ في تصوري لأن الهيئة معنية بقضية أولئك الخريجين بشكل مباشر، فهناك أكثر من مصوغ قانوني يعطيها الحق في التدخل لأنها مسؤولة عن تطبيق تلك الاستراتيجية والتي ينص أحد أهدافها صراحة على «تحقيق العدالة بين أفراد المجتمع» .. كما تنص إحدى وسائل تطبيقها على «التأكيد على مبدأ تحسين أوضاع المواطنين الأسرية والوظيفية والمعيشية وبخاصة ذوي الدخل المحدود، وتوفير الخدمات الأساسية لهم، وإيجاد الفرص الوظيفية في (القطاعين العام والخاص)، بما يتناسب مع الزيادة المطردة لعدد السكان والخريجين، والاهتمام بتأهيلهم طبقاً لاحتياجات سوق العمل». إن قراءة ماعنة لاستراتيجية حماية النزاهة ومكافحة الفساد تجعلنا نتطلع إلى دور كبير وشامل للهيئة التي يكفيها أن تطبق تلك الاستراتيجية لنتحول إلى مجتمع مثالي يبدأ بإصلاح نفسه قبل أن تصلحه الأنظمة والهيئات، وأتمنى أن يجد خريجو الحاسب الآلي الإنصاف الذي يبحثون عنه لدى «نزاهة». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة