من يوم إلى آخر يدلل المشاهد العربي على أنه متنوع الأذواق ومتناغم مع فنون العالم، دلل على هذا التصويت الكبير الذي فازت على إثره فرقة «خواطر الظلام» الاستعراضية السعودية من بين كثير من الفرق الاستعراضية ومواهب فنية أخرى متعددة وأربعة أصوات غاية في الروعة والعذوبة اللبناني ماكسيم والجزائرية داليا شيح واللبنانية منال ملاط والاماراتية شما حمدان المتميزة في اللون الذي تقدمه عازفة على الجيتار. بمعنى آخر انتصر جمهور شاشة m b c والجمهور العربي المتابع للبرامج التنافسية عند الهواة للفرق الاستعراضية رغم تركيزه أكثر مما يجب على الموسيقى والغناء، لقد صوت الجمهور بكثافة ل «فن الضوء والظل» تحديدا بعد فن استعراضي فيه شيء من البانتومايم الذي كان الموهبة الأساسية لفنان سوري مشارك في المسابقة. كان في الحلقة النهائية من برنامج «اراب قوت تالانت» على شاشة العرب، فريق خواطر الظلام قد حصد لقب «موهبة العرب» وفاز في الموسم الثاني من برنامج «Arabs Got Talent» على الشاشة بعد منافسة امتدت على مدى 13 حلقة، وترقب طال ثلاثة أشهر، لحصوله على أعلى نسبة تصويت من الجمهور. وهي الميزة التي قاتل عنها بشراسة مازن حايك أمام بعض المشككين في صدقيتها خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في الاستوديو عقب الانتهاء وإعلان الفائز قائلا: إلا صدقيتنا ومهنيتنا لا نرضى أن يمسنا فيها أحد لا يعي مايقول. وهنا يكون المشاهد قد اختار موهبة غير مألوفة في العالم العربي، وهي «فن الضوء والظل» «Light & Dark Visual Art»، ليثبت مقولة أن الفنون لا هوية لها ولا جغرافيا، وأن الفن الحقيقي هو المبني على الإبداع والجدارة والقدرة على الإبهار والوصول إلى القلوب والعقول. وكان الفريق قد حصل على جائزة الدورة الثانية من البرنامج «500 ألف ريال سعودي، وسيارة شيفروليه Camaro الرياضية المكشوفة». وقبيل إعلان الفائز باللقب، احتدمت المنافسة بين كل من «خواطر الظلام»، و «شما حمدان» من الإمارات العربية المتحدة، وداليا شيح من الجزائر، إذ تفوقوا معا على المشتركين ال 9 الآخرين من حيث نسب التصويت، ليأتي الحسم النهائي من قبل الجمهور مرجحا كفة فريق «خواطر الظلام» بعدد الأصوات. أما في مجريات الحلقة النهائية، افتتح المشترك مكسيم الشامي البرنامج بغناء أوبرالي عذب قدم خلاله أغنية من التراث الروسي، فوصفه ناصر القصبي ب «الجسر الذي سيوصل هذا اللون من الفنون للمشاهد العربي». ثاني المشتركين كان حسين رسمي الذي قدم عرضا قويا في التوازن وصفه العميد علي جابر ب «العرض العالمي». ثم أعقبه مهند الجميلي بموهبة الكوميديا الارتجالية، حيث قدم عرضا مسرحيا أضحك اللجنة والجمهور سيما بعد أن «طلب الزواج» من نجوى كرم أثناء عرضه لتقول له مازحة «يخرب بيتك أصوم أصوم وأفطر ع بصلة»، كذلك داليا شيح التي اختارت أغنية مكنتها من استعراض طاقاتها الصوتية الهائلة ومقدراتها التقنية الفائقة، نالت تصفيقا مطولا من الجمهور خلال العرض وبعده، فيما اعتبرتها نجوى كرم موهبة عالمية بحق. وعلى القشة الماصة «الشيليمون»، عزف حسن ميناوي مقطوعتين من الطرب الشعبي استخدم خلالهما أكثر من «شيليمون» واحد ليثبت مدى التطور الذي أحرزه خلال البرنامج. وفي موهبة ال Popping Dance التعبيري، قدم ماهر الشيخ استعراضا اعتبرته اللجنة أقل من مستوى الطاقات الكبيرة والإمكانات المتميزة التي يختزنها. وعلى الحبال المعلقة، قدم رضوان شلباوي عرضا مذهلا مليئا بالخطورة والمغامرة. من جانبها، غنت منال ملاط أغنية «What a feeling» باللغة الإنكليزية، فأسرت الجمهور بقوة صوتها وحضورها. وفي عروض الفرق الجماعية، قدم فريق Overboys عرضا موسيقيا في القرع على الطبول نال إعجاب الحضور. فيما غنت شما حمدان اللون الخليجي بطريقة عذبة بالتزامن مع عزفها على «الجيتار»، لتعتبرها اللجنة موهبة واعدة مؤهلة لتأخذ مكانها على الساحة الفنية. وفي فن الضوء والظل، قدم الفريق الفائز خواطر الظلام، لوحة استعراضية جسدت فكرة «الغوص إلى أعماق البحار»، فأبهر أبصار كل من تابع العرض. أما فريق La HALA King Zoo فقدم لوحة راقصة في الهيب هوب شبيهة بالمسرح الاستعراضي تمزج الرقص بالتمثيل، في تجسيد مشوق للغابة وحيواناتها. فور اختتام البرنامج وتتويج الفريق الفائز بلقب «موهبة العرب»، عقدت «مجموعة MBC» مؤتمرا صحفيا حضره حشد من أهل الصحافة والإعلام الذين قدموا خصيصا إلى استديوهات MBC في بيروت، من مختلف الدول العربية، لمشاهدة الحلقة النهائية وتقييمها. حضر المؤتمر فريق «خواطر الظلام» الفائز باللقب، وأعضاء لجنة التحكيم، والمتحدث الرسمي بإسم «مجموعة MBC» مازن حايك - مدير عام العلاقات العامة والشؤون التجارية، والذي كانت القناة قد توقعت له نجاحا كبيرا قبيل انطلاقه، فاق فعلا كل التوقعات لناحية كمية المواهب المشاركة ونوعيتها، وكذلك مستوى أدائها العالي حيث بلغ بعضها مصاف العالمية. كما أثنى حايك على الآراء القيمة للجنة التحكيم ودورها الأساسي في اكتشاف المواهب الحقيقية وتقييمها ومتابعتها، مثمنا كل ما قدمته اللجنة من خلال قلبها: نجوى كرم، وعقلها: علي جابر، وروحها: ناصر القصبي... سيكون لنا موسم ثالث للبرنامج ان شاء الله لخدمة الشباب العربي من خلال الفنون والإبداعات والمواهب العربية النوعية، فيما باتت مجرد المشاركة في البرنامج بمثابة الفوز والشهرة، لناحية استقطاب أصحاب المواهب الحقيقية للجمهور والمشاهدين في العالم، وهو ما تابعناه عبر مراحل البرنامج التي شهدت ولادة نجوم أصبح لبعضهم «أندية معجبين» (Fan Clubs) من جنسيات مختلفة على شبكات التواصل الاجتماعي، تويتر وفايسبوك وغيرهما، فيما حصد آخرون أعلى نسب مشاهدة على الانترنت. وختم حايك: شكل البرنامج حالة فريدة من المشاهدة التلفزيونية العائلية طوال فترة عرضه، إذ تحلق حوله كافة أفراد العائلة العربية، من المحيط إلى الخليج، ومن عمر ال 6 إلى 66، ومن مختلف الطبقات الاجتماعية، ليثبت مرة جديدة أن للعرب مواهب ذاخرة... وأن التلفزيون ببعده الإبداعي الترفيهي – التثقيفي هو قبلة الأنظار والعيون والقلوب والمواهب والقدرات الكامنة. من جهتها، أثنت نجوى كرم على المواهب المشاركة، ولا سيما أصحاب الخامات الصوتية الواعدة، واعتبرت كل من تمكن من بلوغ المرحلة النهائية بمثابة فائز في البرنامج. أما العميد علي جابر فقد شدد على مدى التطور النوعي الذي أحرزه المشتركون عبر مراحل البرنامج، معتبرا أن صقل الموهبة وتطويرها لا يقل أهمية عن امتلاكها، ومؤكدا أن دور اللجنة في البرنامج قد انتهى فور بدء الحلقة النهائية التي قال فيها الجمهور الكلمة الفصل. بدوره هنأ ناصر القصبي فريق «خواطر الظلام» واعتبره جديرا باللقب، سيما أن الفوز جاء بناء على رغبة الجمهور الذي صوت لمن أقنعه وتمكن من دخول قلبه، كما توقع القصبي مستقبلا مشرقا للمواهب ال 12 التي شاركت في الحلقة النهائية وفور انتهاء الحلقة قال ناصر ل (عكاظ).. الآن إلى المطار لشيئين صيف الأبناء ومتابعة فني جديد.