قريباً سيتم تسجيل دفعة جديدة في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ونتوقع أن نسمع ما اعتدناه من هجوم على هذا البرنامج من ذوي الرؤية الضيقة والفكر المنغلق والأفق المحدود الذين لا دور لهم سوى مناهضة أي مشروع حضاري يهدد وصايتهم السلبية على عقول الشباب.. مشروع الابتعاث بالإضافة إلى كونه مشروعاً تعليمياً وعلمياً تنصهر فيه خلاصة تجارب الدول المتقدمة في شتى العلوم، فإنه أيضاً مشروع انفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب، وأساليب إدارة المجتمعات، ومناهج التفكير وطرق التعايش، وكذلك الاعتماد على النفس والاستقلالية في اتخاذ القرارات. إنه مشروع ثقافي حضاري يؤسس لجيل جديد يحمل بجانب الشهادة استعداداً جيداً لإدارة المستقبل الوطني في بوتقة عالمية شعارها التنافس المحموم بين الشعوب لانتزاع موقع متقدم في تنفيذ برامج التنمية البشرية، ولذلك نحن بحاجة إلى استمرار البرنامج لفترة قادمة مع مراجعة مستمرة لآليات تنفيذه وأساليب إدارته ليواكب الحاجات المتجددة، وعلى القائمين على البرنامج عدم الاهتمام باللغط المثار حوله والتركيز على الاهتمام بالمبتعثين وتوفير كل الإمكانات اللازمة لأداء مهمتهم على أكمل وجه.. لقد أبدى كثير من المبتعثين تذمرهم من بعض الإجراءات التي تعيق مهمتهم ومن بعض القصور في أداء الملحقيات، وكذلك عدم كفاية المكافآت في الدول المعروفة بالغلاء الفاحش، ووزارة التعليم العالي قادرة على تجاوز هذه العقبات بالمراقبة المستمرة لملحقياتها وتقييم أداء العاملين فيها بصرامة وحياد يتوخى مصلحة المبتعثين كهدف أساسي يحققه العاملون الأكفاء المخلصون القادرون على ذلك، كما يجب على الملحقيات أن تكون أكثر قرباً من المبتعثين في كل شؤونهم، وأن تساعدهم على اجتياز الهنات والعثرات بأساليب إنسانية، غير أسلوب التلويح بالعقاب والتهديد بالقسوة، كما نرجو من الوزارة متابعة التوجيه بإعادة النظر في مكافآت الابتعاث لكي لا يدخل في نفق السلحفائية. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]