شهدت محاضرة «برنامج الابتعاث.. آمال وتطلعات» نقاشا لم يهدأ إلا بانتهاء الوقت المخصص لها في البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب.. كان النقاش حادا لأن المتحدث هو الدكتور محمد العيسى ملحقنا الثقافي في أمريكا التي يوجد فيها أكبر عدد من الطلاب والطالبات المبتعثين، يتجاوز ال (70) ألفا بحسب الإحصائية التي ذكرها، وكان عليه أن يجيب على كثير من الأسئلة ويفند كثيرا من الاتهامات والإشاعات حول برنامج الابتعاث وأوضاع المبتعثين.. كما شهد الصالون الثقافي الذي يعقد كل مساء في إحدى صالات الفندق استكمالا للنقاش بين عدد كبير من الحضور الذين طرحوا كثيرا من وجهات النظر والرؤى المهمة عن حاضر المبتعثين ومستقبلهم.. وإذا كنا نعي أنه لا بد من وجود بعض المشاكل التي يتعرض لها المبتعثون نتيجة أسباب عديدة أهمها البيئة الجديدة والقوانين والأنظمة الصارمة التي لا يحيطون بها عند وصولهم، فإنه أيضا لا يمكن التغافل عن المبالغات التي يلصقها البعض بالبرنامج، والتي يصل بعضها حد الخيال، في محاولة مستميتة لتشويهه وخدش صورته والتأثير على المجتمع بهذه المقولات المتهافتة.. وجود مشكلة لعدد محدود لا يعني بحال من الأحوال أن البرنامج أصابه العطب، ومن يطلقون هذه الإشاعات هم فئة تخشى من تأثير العقول التي ستأتي بثقافة جديدة تؤسس لمستقبل أفضل بفعل المعارف التي تحملها، ولذلك فهي لا تألو جهدا في اختراع حكايات مضحكة ومحزنة في آن واحد، تؤكد مدى التخلف الذي ترتع فيه هذه العقليات.. برنانج الابتعاث ليس برنامجا تعليميا فقط، أي ليس من أجل الحصول على الشهادات وحسب، بل هو برنامج أشمل وفائدته أعم حين يعود عشرات الآلاف بثقافة التعايش مع مجتمعات العالم وقيم الانضباط في العمل والحياة.. لقد قدمت الدولة الكثير لهذا البرنامج، وعلى الملحقيات الثقافية أن تبذل المزيد من الاهتمام، وأن تكون قريبة أكثر من الطلاب والطالبات وأن توافينا أولا بأول بالمنجزات التي يحققها البرنامج. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]