نجحت مساعي دولة فلسطين التي حصلت على العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» مؤخرا، في إقناع أعضاء لجنة التراث العالمي في المنظمة بالموافقة على ضم كنيسة المهد في بيت لحم إلى قائمة التراث العالمي. وقال وزير الشؤون الخارجية الفلسطينية رياض المالكي في كلمته أمام اجتماع اللجنة السنوي الذي عقد أمس الأول في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، حيث جاءت الموافقة بالأغلبية وبشكل مفاجئ: «إن التراث الثقافي والطبيعي الفلسطينيين مهددان بخطر التدمير من قبل آلة الحرب الإسرائيلية، ومن سياسة الاحتلال المتبعة في بناء المستوطنات، والجدار العنصري»، وأضاف: «كل فلسطين هي أرض تراث تستحق أولوية خاصة، وحماية جماعية فعالة»، داعيا الدول الأطراف في اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي للعام 1972 إلى حماية فلسطين من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد الأماكن التراثية والمقدسات الفلسطينية، وطالب المالكي الدول الأعضاء في لجنة التراث العالمي الأخذ بعين الاعتبار قرى جنوبالقدس، ومنطقة «بتير» المهددة بخطر مصادرة أراضيها لبناء الجدار العنصري، وما سيخلفه ذلك من تدمير للقيمة الطبيعية والتاريخية لهذه المنطقة التي تمتد إلى 4 آلاف سنة، وشدد على أن تسجيل مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح على قائمة التراث العالمي يقدم إضافة نوعية للتواجد الفلسطيني في المحافل الدولية وإثراء التراث العالمي، وتجسيدا للسيادة الفلسطينية على هذه الأرض وصولا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإنجاز استقلال دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية عملا بقرارات الأممالمتحدة. من جانبه، قال المتحدث باسم الرئيس محمود عباس لوكالة فرانس برس نبيل ابو ردينه: «هذا اعتراف من العالم بحقوق الشعب الفلسطيني وهو انتصار لقضيتنا وعدالتها»، مضيفا: «العالم أكد مرة أخرى رفضه للاحتلال وأنه يقف إلى جانب الحق والعدل والشرعية الدولية وهذا القرار هو الوضع الطبيعي، والعالم يعترف بدولة فلسطين». في سياق متصل أعرب السفير الأمريكي لدى منظمة اليونيسكو ديفيد كيليون عن خيبة أمل كبيرة بعد الإعلان عن إدراج كنيسة المهد في بيت لحم على لائحة التراث العالمي، وقال «هذا الموقع مقدس بالنسبة لكل المسيحيين وعلى منظمة اليونسكو ألا تكون مسيسة»، مشيرا إلى أن الإجراء الذي اتخذ صفة العاجل في التعاطي مع ملف كنيسة المهد، لا يستخدم عادة إلا للمواقع المهددة بالتدمير الوشيك. من جهته، اعترض المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ييغال بالمور على قول الفلسطينيين بأن مزارات في بيت لحم تتعرض لخطر وشيك، وذلك بعد رفض إسرائيل الطلب الفلسطيني بتحويل الكنيسة ومسار الحجاج في بيت لحم إلى تراث عالمي، وهو ما يتيح ترفيع التمويل الخاص بترميمها.