يشهد استاد دونباس ارينا في مدينة دونتسك بأوكرانيا اليوم لقاء فخما يجمع المنتخبين البرتغالي والإسباني في دور نصف النهائي من بطولة أوروبا 2012، حيث مواجهة تكتنز بكل دواعي متطلبات كرة القدم الحديثة، واحتواء المنتخبين كومة هائلة من النجوم، عطفا على أن ثمة مواجهات جانبية ستكون على قدر كبير من الاهتمام والمتابعة، فالهداف البرتغالي كريستيانو لا مناص أن يواجه قائده في ريال مدريد ايكر كاسياس، وكذا الحال لبيبي، وراموس، وهو يلتقي بأخصامه من برشلونة. يدخل أبطال العالم نزال اليوم وفي درايتهم أن كل الترشيحات تصب في صالحهم ليس من أجل الفوز على البرتغال، بل للحفاظ على اللقب. وهو أمر يعطي المنتخب الإسباني دفعة معنوية كبيرة، غير أن مهمة مدرب الماتدور الإسباني ديل بوسكي لن تكون سهلة، لأنه سيواجه فريقا عنيدا، بما يعني أن يرفع شعار لا للتهاون، وكذا الحال للاعبيه الفارو اربيلوا وجيرار بيكيه وسيرخيو راموس وخوردي البا، ومن ثم سيرجيو بوسكيتس وتشافي هرناديز وتشابي الونسو، ودافيد سيلفا واندريس انييستا، إذ لا بد أن يحظى كريستيانو، الذي سيكون على الأغلب وحيدا في مقدمة البرتغال، بعناية الرباعي الدفاعي الفارو اربيلوا وجيرار بيكيه وسيرخيو راموس وخوردي البا، ولا سيما من رفيق الدرب في النادي الملكي راموس. ولن يدور في مخيلة مدرب البرتغال باولو بينتو سوى الوصول إلى النهائي، رغم صعوبة المهمة، غير أنه لن يتجه إلى اللعب بذات الطريقة التي واجه بها التشيك في الدور الماضي، ولن تخرج خيراته عن البدء بتوليفه الماضي المتمثل في روي باتريسيو، وجواو بيريرا وبيبي وبرونو الفيش وفابيو كوينتراو، ميغيل فيلوزو وجواو موتينيو وراوول ميريليش، ولويس ناني وكريستيانو رونالدو وهيلدر بوستيغا، ومن الاستعانة بالميدا. وصل المنتخب الإسباني إلى هذه المرحلة بعد أن تجاوز المنتخب الفرنسي بهدفين دون رد، وقتالية متزنة في الدور الأول، فيما جاء حضور البرتغال من منعطفات صعبة للغاية بدأت من مواجهة افتتاحية أمام الألمان، ومن ثم التقى الدانمارك فالهولنديين، قبل أن يواجه التشيك في دور الثمانية، بما يعني أنه مر بتمرسات خلقت فيه العناد ورغبة المواصلة حتى النقطة الأخيرة من البطولة. وبارتكازات التاريخ في مواجهاتهما السابقة يتساوى المنتخبان في أن أحرز كل منهما فوزين، وآخر خلص إلى التعادل، فيما حقق البرتغاليون فوزا رباعيا في آخر مواجهاتهما. يلعب الماتادور بأسلوبه الشامل محاولا إغلاق الطريق إلى مرماه بشبكة من اللاعبين المهرة تبدأ من وسط الميدان المتخم باللاعبين، والاعتماد على دفاع خبير ومتمكن يتميز بحفظه للأدوار المناطة به عن ظهر قلب، ولا سيما مع الخطورة المتحركة لثنائي المنتخب البرتغالي كريستيانو وناني. وتشكل السيطرة على منطقة المناورة وإحلالها أينما أراد في ملعب المنافس الخيار الأمثل والمناسب دوما لرفاق تشافي، إذ تتجلى ألعاب هذا الخط حال ركون الفريق الآخر للدفاع، إضافة لقدرته على الصبر وعدم استعجال الوصول للهدف. وعلى الجانب الآخر، لن يكون أمم بينتو سوى اللعب المتوازن الحذر، والبحث عن خيار يقيه حتمية القبض على رونالدو، فيما يشكل بيبي الرئة التي يتنفس منها الفريق بمعاونة خيالية من ناني العقل المفكر في كرة البرتغال، بما يعني أن تكون أدوار ميغيل فيلوسو وراؤول ميريلس قابلة للتعاطي مع مجريات الأحداث، باعتبار أنهما سيكونان تحت ضغط الوسط الإسباني. وأفراد المنتخب البرتغالي يعرفون كل شيء يخص خصمهم الإسباني، لأن ما لا يقل عن سبعة لاعبين برتغاليين يلعبون في الدوري الإسباني وتحديدا في أندية برشلونة وريال مدريد وفالنسيا، ويعد قائد المنتخب البرتغالى وهداف ريال مدريد كريستيانو رونالدو مصدر التهديد الأكبر للمنتخب الإسباني. الإرهاق الإسباني ويخشى الإسبان أن يصنع الإرهاق فارقا في أداء البرتغاليين، إذ قال أخصائي العلاج الطبيعي للمنتخب الإسباني خافيير مينانو، إن فترة استعداد الفريق ستكون أقل بيومين مما سيحصل عليه نظيره البرتغالي للاستعداد لمباراة الفريقين في قبل نهائي بطولة أوروبا 2012 ستؤثر عليه، لكن إسبانيا بطلة أوروبا والعالم لن تعتبر ذلك بمثابة عذر. ولعبت البرتغال أمام جمهورية التشيك في دور الثمانية يوم الخميس الماضي، بينما لعبت إسبانيا أمام فرنسا السبت الماضي، وقال مينانو إن ذلك سيمنح البرتغاليين «مزية نسبية» عندما يلتقي الفريقان في دونيتسك. وأضاف «لا شك في أن ذلك سيؤثر لكننا حصلنا على يوم أكثر من فرنسا للاستعداد لمباراة دور الثمانية لذا لا يمكن أن نعتبر ذلك بمثابة عذر». ومثل جميع المنتخبات التي تأهلت إلى نهائيات بطولة أوروبا في بولندا وأوكرانيا فإن لاعبي منتخب إسبانيا مروا بموسم صعب مع أنديتهم، وقال مينانو إنه من المستحيل تحديد اللاعبين الذين وصلوا إلى الحد الأقصى من قدراتهم البدنية. وتابع مينانو قائلا «قبل سنوات مضت كان من المستحيل الاعتقاد أن لاعبا بوسعه لعب 5000 دقيقة في موسم واحد وهو ما يحدث مع بعض لاعبي الكرة». وقال «مما لا شك فيه أن هذا يمثل تحديا لهم لكن ذلك هو الحال مع بقية الفرق الأخرى، وكان رد فعل اللاعبين جيدا، بناء على ذلك فإن المدرب يختار اللاعبين الذين يعتقد أنهم يستطيعون تقديم أفضل أداء ممكن». نكهة خاصة ومواجهة اليوم نكهة إسبانية تعلن اصطدامها بترسانة المهارات الفردية المتمثلة في لاعبي البرتغال، وخصوصا كريستيانو وناني والميدا، وفي حال فاز أبناء فيسنتي دل بوسكي بلقب يورو 2012، سيصبح أول منتخب وطني على الإطلاق ينجح في الفوز بثلاثة ألقاب كبرى على التوالي، بعد فوز الماتادور بلقب يورو 2008 وكأس العالم 2010. كما سيصبح المنتخب الإسباني أول فريق يتوج بلقب كأس الأمم الأوروبية مرتين متتاليتين.