تصاعد السجال بين تركيا وسورية أمس على خلفية اسقاط مقاتلة تركية من نوع «إف 4» الجمعة الفائت قبالة السواحل السورية، اذ اعتبرت انقرة ان الحادث يشكل عملا عدوانيا الى أقصى درجة متوعدة بوقف تصدير الكهرباء الى سورية. وجاء هذا الموقف التصعيدي ردا على اعلان الخارجية السورية في وقت سابق أمس ان حادث الطائرة التركية «انتهاك صريح للسيادة السورية». وقال نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة بولند ارينج في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع لمجلس الوزراء ان استهداف طائرة بهذه الطريقة من دون إنذار مسبق هو عمل عدواني الى اقصى درجة. واضاف ليس ثمة شك ان السوريين استهدفوا طائرتنا عمدا في الاجواء الدولية، فالمعطيات التي لدينا تظهر أن طائرتنا اصيبت بصاروخ موجه بواسطة الليزر او بنظام الحرارة. وأكد ارينج ان طائرة انقاذ بحري تركية تعرضت لنيران سورية فيما كانت تقوم بعمليات بحث في محاولة للعثور على طياري المقاتلة التركية، فيما أفاد مصدر دبلوماسي اوروبي عن الحادث الجوي الجديد الذي كاد يقع فوق المتوسط ، عندما رصدت الرادات السورية طائرة تركية كانت تشارك في اعمال البحث عن الطيارين التركيين اللذين فقدا بعد اسقاط سوريا المقاتلة التركية من طراز «اف 4» الجمعة فوق المتوسط. واوضح المصدر ان نظام الدفاعات الجوية السورية حدد الطائرة هدفا محتملا، وهي المرحلة الاخيرة قبل فتح النار. وعلى خلفية حادث المقاتلة التركية دعت حلف شمال الاطلسي التي هي عضو فيه الى الاجتماع، الامر الذي استجاب له الحلف معلنا عقد الاجتماع اليوم في بروكسل. وبعدما اجمعت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي على وصف اسقاط دمشق مقاتلة تركية بانه عمل «غير مقبول» عززت أمس ضغوطها على دمشق. وتبنى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المجتمعون في لوكسمبورغ أمس مجموعة عقوبات جديدة على النظام السوري تستهدف شركات ووزارات جديدة وتوسع نطاق الحظر على شراء الاسلحة. ودعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في مؤتمر صحافي إلى تحرك موحد من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بما في ذلك عقوبات شاملة تحت الفصل السابع. ميدانيا، حصد العنف في سورية أمس 95 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، في وقت يتواصل القصف والعمليات العسكرية في حمص ومناطق اخرى. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان «حي الخالدية في حمص لا يزال يتعرض لقصف من القوات النظامية السورية التي تحاول منذ ايام اقتحامه»، مشيرا الى «الوضع الانساني الصعب الذي يعيشه الحي في ظل الحصار المفروض عليه». وفي هذه الأثناء أفادت وكالة انباء الاناضول ان ضابطا سوريا برتبة لواء فر من الجيش ووصل الى تركيا البارحة الأولى ما يرفع عدد كبار ضباط الجيش السوري الذين لجاوا الى تركيا الى 13. ودخل اللواء الذي لم تحدد الوكالة هويته او مهامه، الى تركيا عبر محافظة هاتاي (جنوب) برفقة عقيدين و30 جنديا آخرين مع 24 من افراد اسرهم.