أعتقد أننا أكثر دول العالم بناء للمساجد التي انتشرت بشكل لافت للنظر ولله الحمد في الشوارع العامة والخلفية والأزقة والحارات، لدرجة أن بعض المساجد لا يشكل المصلون فيها إلا صفا واحدا، وبناء المساجد هي مفخرة لنا ونعمة من نعم الله علينا. وجزى الله المحسنين من أهل الخير الذين يقومون ببناء المساجد. واليوم بلادنا في حاجة ماسة لخدمات اجتماعية وخيرية وطبية أخرى تكسب من ينفذها أجرا كبيرا، فأتمنى وأرجو من كل المحسنين والأثرياء التوجه لبناء عمائر ومساكن خاصة تجهز لسكن المطلقات والأرامل والفقراء دعما لاحتواء أزمة المساكن وسعيا لاحتواء العوائل والأسر مع بعضها بعضا فما أكثر الأرامل والمطلقات والفقيرات اللاتي لا يجدن المسكن، فأتمنى التوجه السريع لبناء عمائر كبيرة متعددة الأدوار تبنى بمساحات مناسبة لسكن مطلقة أو أرملة مع أبنائها وأطفالها مع توفر المرافق المناسبة لكل شقة بحيث لا تقل مساحتها عن خمس غرف مع منافعها الشرعية. وأرى أن تكون هذه العمائر المتفرقة في مواقع جيدة من المدن ومناسبة لتخصيص جزء من المبنى لتبنى عليه دكاكين أو مكاتب حتى ينفق دخلها على صيانة وتشغيل العمائر ونظافتها وصيانة المصاعد ومضخات مياه الخزانات وغيرها والاهتمام بها حتى لا تهلك أو يتدهور وضعها. فهل يقوم المحسنون بتنفيذ مثل هذه المشروعات الخيرية، وإذا لم يستطيعوا صيانتها وتشغيلها فإنه يمكن لهم أن يسلموها لإحدى الجمعيات الخيرية المسجلة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية. إن العمل الخيري يحتاج إلى إعادة تنظيم من قبل الجهات الحكومية مثل وزارة البلديات والشؤون الإسلامية والشؤون الاجتماعية عبر تخصيص إدارات موحدة بينها للتنسيق في تنفيذ المشروعات الخيرية وحسن توجيه المتبرعين والمحسنين، والنظر إلى حاجة المجتمع إلى أي نوع يحتاج من الخدمات المجتمعية والصحية والتعليمية والسكنية وغيرها. لا بد من تفعيل التخطيط والتنظيم الخيري ليصب في تنوع خدمات المجتمع واحتياجه الحقيقي والفعلي. والقيام بإعادة توزيع الخدمات الخيرية توزيعا نوعيا وكميا. عبر منهج علمي وعملي وواقعي لسد احتياجات كل الأحياء ومتطلباتها الخيرية .. بقي أن أقول إن حرصنا على احتواء حالات المطلقات والأرامل والفقراء هو مبدأ إسلامي يحقق التكافل الاجتماعي. والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض. [email protected] twitter : Drzkutbi