الحمد لله القائل في كتابه (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)، وأصلي وأسلم على خير البرية وأزكى البشرية القائل وقوله وحي من السماء: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج). فبعض الشباب يعتذر أنه لا يستطيع الباءة ولا يملك المال مع أن الله تعالى قال في كتابه: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله)، وقال صلى الله وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم وذكر منهم: الناكح يريد العفا) رواه أهل السنن إلا النسائي. فالزواج بلا شك عون بعد الله على إصلاح حال كل محتاج، ولكن لما ضعف فهم هذا المعنى عند كثير من الناس ولكون ناقوس خطر العنوسة في مجتمعنا بدأت أمواجه تتلاطم ومخاطره تتفاقم وأصبح العذر عند الكثيرين غلاء المهور وتكاليف الزواج الباهظة فإنني أدعو أصحاب القرار والمبادرات إلى مشروع وطني مبارك يساهم فيه الجميع، أثره يكون على الأجيال جيلا بعد جيل، وهو إنشاء مؤسسة خيرية للزواج ومكافحة العنوسة، كما أتمنى الدعوة إلى حملة وطنية لجمع التبرعات لصالح هذه المؤسسة الخيرية يساهم فيها الجميع ويكون دور المؤسسة: 1 دفع المهر لكل متقدم للزواج (شريطة أن يكون هناك سقف أعلى للمهور يلزم جميع المواطنين بعدم تجاوزه). 2 المساهمة في تأثيث الشقة ودفع إيجار السنة الأولى فقط للمستفيدين من هذا البرنامج (يكون هناك سقف أعلى للمساهمة في التأثيث والإيجار). 3 إنشاء دائرة لاستقبال الراغبين والراغبات في الزواج (تحت إشراف جملة من المختصين والكفاءات الوطنية) وإنشاء قائمة معرفية وجمع المعلومات الكافية عن الجنسين والتقريب بينهم وفق الرغبات المطلوبة لإنشاء أسرة مستقرة. 4 إنشاء دائرة متخصصة لمعالجة وضع العوانس والمطلقات وتكون هذه الدائرة تحت إشراف بعض الكفاءات الوطنية التي تعنى بمعالجة القضايا الاجتماعية. وهذه المؤسسة الخيرية يكون دعمها من الجميع وكلي أمل أن يكون بداية قيامها بحملة وطنية يؤذن بها لدعم المؤسسة، ثم تنشأ دائرة مالية يكون دورها تقسيم هذه المبالغ التي يتم جمعها للمؤسسة على النحو التالي: 1 تخصيص جزء منها بشكل عاجل لمباشرة الأعمال المشار إليها في أولا وثانيا وثالثا ورابعا. 2 استثمار الجزء الآخر من هذه المبالغ بعد وضع دراسة جدوى من المختصين في مشاريع يصرف ريعها لصالح هذه المؤسسة وأعمالها. وسيكون للجمعية ثمرات كثيرة أهمها إنشاء البيت المسلم والمساهمة في تكثير سواد المسلمين، مكافحة العنوسة والقضاء على مسبباتها، معالجة وضع المطلقات والأرامل، مكافحة الجريمة الخلقية والحد منها؛ لأن الزواج سكن، قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها)، والزواج إصلاح للأفراد (فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، يقول الشاعر: وليس حب الطيب والنساء إلا لجمع القلب والأرواح ونسوة عونا على الصلاح يروين عنه أشرف الخصال وأخيرا أسأل الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولاة أمورنا لكل خير وأن يجعل ما قدموا في ميزان حسناتهم. • عضو هيئة التحقيق والادعاء العام إمام مسجد محمد الراجحي في حي الروابي الرياض.