تلقى نظام بشار الأسد ضربة موجعة بلجوء العقيد طيار حربي حسن مرعي الحمادة إلى الأردن التي فر إليها بطائرة حربية من نوع (ميغ 21) أمس، وأمعنت قوات النظام في القتل ما أدى إلى سقوط 120 قتيلا وعشرات الجرحي، فيما فشلت محاولتان لإجلاء العائلات المحاصرة في حمص. وأعلن وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال سميح المعايطة أن الحكومة الأردنية قررت منح حق اللجوء السياسي للطيار السوري الحمادة الذي هبط بطائرته في قاعدة الملك حسين الجوية العسكرية، ليصبح أول طيار حربي سوري يهرب بطائرته إلى خارج البلاد منذ بدء الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد منتصف مارس (أذار) 2011. وأشاد المجلس الوطني السوري المعارض بقرار الحكومة الأردنية. وفي أول رد فعل دولي رحب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي تومي فيتور بلجوء الطيار الحمادة للأردن بعد يوم من توجيه السفير الأمريكي لدى سورية روبرت فورد رسالة مفتوحة إلى عناصر الجيش السوري يدعوهم فيها إلى إعادة النظر في دعمهم لنظام الأسد. وقال فيتور «نرحب بقرار الطيار القيام بهذه الخطوة الصائبة.. ولطالما ناشدنا الجيش وأعضاء النظام السوري الانشقاق وترك مواقعهم بدلا من التورط في فظائع النظام». ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن يوم أمس كان من الأيام الأكثر دموية منذ التوصل نظريا إلى وقف لإطلاق النار في الثاني عشر من أبريل (نيسان) الماضي، إذ قتل نحو 120 منهم 66 مدنيا و43 جنديا وخمسة من المقاتلين والعسكريين المنشقين وخمسة أشخاص لم تعرف هوياتهم. وسقط العدد الأكبر من القتلى في درعا (20 مدنيا بينهم طفلان) ثم محافظة حمص (18 مدنيا ومنشق) ودوما بريف دمشق (17 مدنيا) ودير الزور (خمسة قتلى) ومحافظة حلب (ثلاثة قتلى) وإدلب (قتيلان) وحماة (قتيل واحد). وأعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري أن المحاولة الثانية التي قامت بها مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل إجلاء المدنيين المحاصرين في حمص باءت بالفشل بعد ظهر أمس، مؤكدة أنها ستتابع جهودها اليوم. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أفادت أن فريقا من الهلال الأحمر والصليب الأحمر حاول صباح أمس الدخول إلى حي الحميدية في حمص من أجل البدء بعملية الإجلاء، لكنه اضطر إلى العودة بعد أن سمع صوت إطلاق نار. وبحسب ناشطين فإن هناك حوالى إلف عائلة محاصرة في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حمص وتفتقر بشكل خطير إلى المواد الغذائية والكهرباء والمستلزمات الطبية. سياسيا، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمر صحافي أمس، إنه يتوقع أن يؤدي اجتماع الدول الخمس الكبرى في جنيف في الثلاثين من يونيو (حزيران) الحالي إلى آليات عملية لا كلمات لحل أزمة الصراع في سورية. واجتمع العربي مع 16 ممثلا للمعارضة السورية في وقت سابق أمس، وأوضح أن هناك اتفاقا لعقد اجتماع أوسع للمعارضة في الثاني والثالث من يوليو (تموز) المقبل، لكن هذا الموعد قد يؤجل. ومن جانبه حث الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي روسيا على وقف صادراتها من السلاح إلى روسيا وقال إن هناك حاجة لأن تفرض الأممالمتحدة عقوبات لإجبار الأسد والمعارضة على تنفيذ خطة السلام المتعثرة. ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ المجتمع الدولي لعقد اجتماع طارئ، وذلك من أجل الإسراع في إنهاء معاناة الشعب السوري. وأكد هيغ في لقاء مع مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الخاص لسوريا كوفي عنان في لندن أمس دعمه لخطة عنان قائلا إنها تظل الأمل الأمثل لبناء السلام وتحقيق التحول السياسي السلمي في سورية. وحذر من أن الوقت بدأ ينفد.