التمست نزيلات مؤسسة رعاية الفتيات بالأحساء من المجتمع فسح الطريق أمامهن مرة أخرى وقبولهن ونسيان ما كان منهن. جاء ذلك متزامنا مع إطلاق مركز التنمية الأسرية بالأحساء برنامج «يدا بيد نصنع الحياة» والذي ينفذه القسم النسائي في المؤسسة تحقيقا للشراكة والتلاحم مع المؤسسات الاجتماعية وأداء للواجب في حق نزيلات المؤسسة مستهدفا العمل على التأهيل والإدماج الذي يدرج في قائمة أولويات إصلاح المؤسسات العقابية. وأوضح مدير المركز الدكتور خالد الحليبي أن هذا البرنامج يعد ثمرة لتعاونٍ بناء مع وزارة الشؤون الاجتماعية بهدف تطوير قدرات الفتيات داخل المؤسسة والاستفادة من هذه المرحلة في أمور إيجابية تندرج في إطار تمكينهن ووقايتهن من خطر تكرار الخطأ لاحقا. وبين أن البرنامج سيستمر عاما كاملا وتستفيد منه نزيلات المؤسسة من عمر 16 - 30 سنة، وهو يشتمل على خمسة جوانب، أولها الجانب الإيماني بهدف بناء قاعدة أخلاقية عند الفتيات لتكون مرجعا لهن في اتخاذ قراراتهن وتمييز الخطأ من الصواب، الجانب النفسي للكشف عن المشكلات النفسية للفتيات والتدخل في برامج الدعم النفسي الاجتماعي وصولا إلى تحقيق التوافق الشخصي الداخلي والخارجي، الجانب الاجتماعي بهدف السعي لإحداث التغيير الإيجابي بتعلم السبل السليمة للتغيير، الجانب الصحي ويتمثل في تغيير الجوانب الثلاثة لدى النزيلات المعلومة والتوجه والممارسة، وأخيرا الجانب المهاري لتوجيه الفتيات إلى مبدأ العطاء والعمل للارتقاء بأنفسهن وأسرهن. وأشار إلى أنه يتم تنفيذ هذه الجوانب من خلال ورش عمل ولقاءات حوارية ومناقشة ودورات تدريبية ومحاضرات، ويتوقع أن يسهم البرنامج في تحقيق الإدماج الاجتماعي بالتأهيل النفسي للفتيات وإعادة إدماجهن في المجتمع لمن انتهت مدة محكوميتهن وقبل مغادرتهن المؤسسة، حيث ستتم رعايتهن من قبل مستشارات اجتماعيات يعملن على مساعدتهن للاندماج مع أسرهن بطرق طبيعية وبعيدا عن المخاطر أو الخوف وتهيئة الظروف لهن ولأسرهن لتقبل عيشهن معهم في محيط الأسرة، ومثل هذا سيكون له مردود اجتماعي إيجابي يخدم الفتاة التي تعاني الاضطهاد الأسري القائم على مبدأ الرفض وعدم قبول عودتها لتعيش بين أفراد أسرتها. يذكر أن مركز الحماية الاجتماعية الذي أنشأته جمعية تيسير الزواج ورعاية الأسرة بالأحساء يضطلع بمكافحة العنف الأسري والحد منه وتوعية المجتمع بأضراره ونشر ثقافة حقوق الأسرة وحماية أفرادها. كما يعمل المركز على رعاية المتضررين ومساعدتهم على تجاوز معاناتهم وتأهيلهم وإيوائهم إن اقتضت الحاجة لذلك ليعيشوا حياة آمنة وكريمة، ويقوم بتنفيذ برامج وقائية وعلاجية لمكافحة العنف بكل صوره، ودراسة حالات العنف الأسري في مجتمع الأحساء وتقديم المساعدة لها بما يعالجها جسديا ونفسيا واجتماعيا.