أفاد الخبراء والمحللون في لبنان أن شخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد يراهن عليها الجميع، ويثقون بها نظرا للحكمة والقوة الحوارية التي تمتلكها. رئيس الدائرة السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتور شفيق المصري قال ل «عكاظ»: «المهم في ولاية العهد وفي انتقال الحكم في المملكة أن هذا الأمر يجري أولا من خلال وسائل سلمية ومتفق عليها بشكل كامل، والأمر الثاني أنه يجري دائما من خلال الشورى للعائلة المالكة، ومن هنا فإن اختيار الأمير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد في الواقع كان منتظرا وفقا لتراتبية هذه المراكز بين الأمراء، والأمر الثاني أن الجميع كان ينتظر مثل هذا الاختيار لأنه يأتي منسجما مع وضع الرجل ومؤهلاته من جهة، والمناخ التوافقي التام بين أفراد العائلة المالكة من جهة ثانية». من جهته، خبير السياسة الدولية المحلل الاستراتيجي الدكتور جورج علم قال ل «عكاظ»: «إن اختيار الأمير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد إنما هو خيار حكيم كون هذه الشخصية السعودية الرفيعة سبق لها أن أثبتت جدارتها في معاونة القيادة في المملكة. وبالتالي فهي شخصية تتسم بالتوازن والاعتدال ومن ثم كانت لهذه الشخصية إنجازات كبيره سواء عندما كان الأمير سلمان حاكما لمنطقة الرياض، ومن ثم عين وزيرا للدفاع في الآونة الأخيرة وباعتقادي أنه خير خلف لخير سلف وبالتالي من الصعب اختيار الكلمات التي تشير إلى الصفات والإمكانات التي يتحلى بها،وجل ما في الأمر أن القيادة في موقع سليم وبالتالي فإن المملكة في موقع الاستقرار والازدهار. إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز هو من رواد الإصلاح في المملكة، وفق المحافظة على المملكة ولذلك فأنا أرى أن هذا المسار التغييري الحكيم والهادىء يمثل مدى الاستقرار في المملكة». فيما استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور انطوان متى قال ل «عكاظ»: «أهم ما جرى وأهم ما يجري في المملكة في هذه الفترة القصيرة بين غياب ولي عهد هو الانتقال الطبيعي للسلطة، وهذا الانتقال الطبيعي يتم ضمن مباركة داخلية في العائلة المالكة، وضمن مباركة شعبية وهذا دليل على الانتقال الطبيعي على عكس كل ما يجري في العالم العربي من ثورات ومن صراعات على الخلافة والانتقال السياسي وفي ظروف صعبة يمر بعا العالم العربي نجد أن المملكة تمر في مرحلة انتقال طبيعي للسلطة دون أي مشاكل بمباركة سياسية وشعبية وهذا الموضوع يمكن أن يعتبر نموذجا في العالم العربي فإذا البعض لا يسميه ديمقراطية فهو مخطىء فهو ديمقراطي بكل معنى الكلمة بعكس كل ما تدعيه الأنظمة الديمقراطية، فالانتخابات إذا كانت في المجتمعات الديمقراطية تقول إن الشعب يريد الحكم، أو أن الشعب يختار ممثلية فإن الديمقراطية السعودية تجري ضمن مفهوم سياسي للديمقراطية، وضمن مفهوم ينسجم مع المجتمع السعودي الخليجي عموما فهو انتقال ديمقراطي شعبي طالما أن الشعب يريد هذا النظام.