المكان : ورقة من قلب الأيام الزمان: 26 - 7 الحدث: وداع نايف لم يكن الورق غائبا عن الفاجعة .. ولم يشأ أن يقطف من أكوام دفاتر الأيام دون أن يوثق الحدث الجلل ..«أمن الوطن مسؤولية الجميع» .. عبارة طالما رددها الراحل نايف بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته خلال توليه مسؤولية الإشراف على وزارة الداخلية .. رحل نايف الأمن .. وسطر الورق بمحض الصدفة شعارا ونبراسا .. كان شغله الشاغل .. رحل وزير الداخلية وعين الوطن الساهرة .. وترك خلفه سيرة رجل آثر على نفسه الراحة ليرتاح أبناء وطنه .. ولتهنأ أعين الصغير والكبير بالنوم .. ولو باغتهم السبات في صحراء قاحلة. هي الصدفة .. التي جعلت الورق يحمل سطرا من مقولات الأمير الراحل .. بل منهجا حرص على تعزيزه .. وعمل على تهيئة رجال الأمن ودعمهم بالآليات التي تحقق رسالته .. مستمدا قوته من عهد قطعه الله على نفسه بأن يكون هذا البلد آمنا مطمئنا تأتيه الثمرات من كل أصقاع الأرض .. نايف الذي كان الجندي الأول .. يشرف على حماية الحجيج بنفسه .. يرعى أمنهم .. الضارب بيد من حديد عنق الإرهاب .. نايف الأمن والأمان .. رجل الأمن الأول .. العين الساهر ... أمير الحكم نايف السياسة والحكمة .. قائد الأمن الفكري .. سيد صقاري الجزيرة. تلك الورقة التي لن ينسها أبناء الوطن .. وهي التي حملت فكر أمير .. واستأثرت على مواقع التواصل والهواتف الذكية .. وكأنها تحمل وصية طالما كانت للراحل ديدنا لا يحيد عنه .. ورد مرارا وتكرار ..«نحن مستهدفون في عقيدتنا وفي وطننا، وأقول بكل وضوح وصراحة لعلمائنا الأجلاء ولطلبة علمنا ولدعاتنا وللآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولخطباء المساجد دافعوا عن دينكم، دافعوا عن وطنكم، دافعوا عن أبنائكم، دافعوا عن الأجيال القادمة» .. تلك رسالة ووصية .. تلك أمانة من عنق رجل الأمن الأول إلى الجميع. رحلت نايف .. وبكتك القلوب .. ودون الورق حكمك .. ومآثرك .. غادرتنا وحين يرحل العظماء .. ترحل أجسادهم .. وتبقى أعمالهم خالدة في الأفئدة أولا وفي صفحات التاريخ. رحلت نايف .. وفي قلب طفلة ابن الشهيد .. لك مكانة أب .. وفي عين زوجة الشهيد دمعة .. رحلت حيث سكون السماء .. حيث يحلو الدعاء .. إي رحيل يفجع القلب فيقطر دماء .. كيف نعلل النفس بالبقاء .. كيف نسطر الألم بموت العلم .. أو كيف نبتلع المر بموت العز .. أولم نيقن الرحيل لدار البقاء.