أود أن أعترف بأنني لست من المتابعين لكتابات من يطلق عليهم «علماء الصحوة» وحسب علمي هؤلاء من التيار الإسلاموي أو السياسي.. المتفرغ من فكر «الإخوان المسلمون» الذي أسس مدرسته الشيخ حسن البنا في القرن الماضي، وهو فكر يدعو إلى حكم إسلامي للدولة، ولقد تشعبت هذه الدعوة وصار لها عدة مدارس بعضها متطرف جدا كالقطبية والأخرى في السودان بقيادة د/حسن الترابي والتي أيضاً تشعبت، ويمكن القول إخوان هذا البلد أو ذاك، ولا تهمنا هذه التفريعات إلا أنهم لا قوا المنع والمصادرة فترة طويلة من تاريخهم وتبنوا سياسة العنف ولكنهم خلال ربع القرن الأخير غيروا منهج العنف الذي كلفهم الكثير إلى العمل السياسي الحربي، هم لهم شعار مشهور يرفعونه (الإسلام هو الحل) ولكن أي إسلام وبأي منهج؟ هذا هو السؤال الصعب لتوضيح الشعار الغامض، الدكتور سلمان العودة أصدر مؤخراً كتاباً تحت عنوان كبير (تساؤلات) يعتبر إجابة للسؤال المطروح، والكتاب كأنه بيان لما يمكن أن تقوم به الحركة التي تزدهر في انتفاضة الربيع العربي. الشيخ سلمان يردد بوجوب .. احترام الأغلبية التي تصوت دوما على مرجعية الإسلام كتعبير عن إرادة شعبية، وأن الإسلاميين يتبنون بوعي وإدراك منهج المشاركة في الحكم وليس السيطرة عليه.. منهج التعددية لا الاستفراد!! وكتاب الشيخ (أسئلة) يجيب عليها بوضوح الواثق المطلع، وكأنه بذلك يطمئن المتخوفين من انتخابات الرئاسة في مصر، وأن مرسي رجل حضاري ليس كالخميني ولا طالبان، وأن الحركة تؤمن بالتدرج في التطبيق ( ص 107). وفي مائتي صفحة يرسل الشيخ إشارات وتفسيرات للمصريين وتطمينات لمتجمعي التحرير بأن الإخوان قادمون بفكر جديد متطور، وأنهم متأثرون بفكر العدالة التركي وأنهم أبناء عصرهم، فهل يا ترى يعطون الفرصة لإثبات ذلك؟ علما بأن آخرين يشكون كثيراً في وعودهم.