النقد بعد الفهم اطلعت على تصريح ضيف برنامج بأحد القنوات وساءني ما سمعت منه فقد كان غير موفق وتعدى على إحدى قنواتنا المحافظة عندما وصف الدراما المحافظة فيها بأنها ضعيفة ولن تصل لمستوى الإعلام الآخر معللا ذلك بغياب العنصر النسائي. وخير دليل على ما ذكرت أن تصريحه مخالف للواقع هو الحملة التي واجهها تصريحه ذاك من أغلب المنتديات ومن محبي الدراما المحافظة، كذلك نجاح عدة مسلسلات تنتمي للإعلام المحافظ ك(وعد شرف) و(غبار الهجير) وغيرهما. كما أن مقومات نجاح الدراما المحافظة تكمن في أنها ترضي ذائقة محبي الدراما بشكل محترم ويحترم عقلية المشاهد والتزامه. أخي الفاضل من الصعب أن تقنعنا أن دراما تشرف عليها إحدى أكبر الشبكات الإعلامية في عالمنا العربي وتضم كوكبة من الطاقم الفني والإداري المتكامل بأنها دراما ناقصة وضعيفة. فالدراما من الصعب حصر نجاحها بعنصر أو عنصرين، فمتى ما وجدت الكتابة والسيناريو الجيدين والممثلين المناسبين لتلك العناصر والإنتاج والإخراج الجيد وأتقن الكل عمله كان العمل بأبهى حلة ونال إعجاب متابعيه. فلا نساء ولا قناة سبب في ضعف الدراما! كما أن الدراما مثل غيرها من الأعمال الدرامية منها الناجح ومنها دون ذلك ومن الظلم تعميم الحكم، ففشل مسلسل في قناة ما لا يعني فشل جميع مسلسلات ودراما تلك القناة عامة، وخير من يحكم على ذلك هو المشاهد. محمد عواض العوني بين الواقع والخيال يحاول الإنسان ويستمر في المحاولات للتغلب على الصعاب ولا يستسلم لليأس ولا يحب أن يواجه الفشل أو يسمى به ولكن هناك مجموعات لا ترى للنجاح طعما ولا للتغير الإيجابي مذاقا فالأمران لديهم سيان، الوقت لا يعني لهم الكثير فهم لا يواجهون معضلات الحياة ومنغصاتها، ليس لديهم احتياجات فكلها ملباة ولا أهداف لهم فهي بالتأكيد قد تحققت فهم يدعون الرياح تقود سفنهم كما تشاء وتختار مرساها أينما يروق لها. تمثل الفرقة وعدم الترابط بين فئات المجتمعات العائق الرئيسى لنمو الوعي الاجتماعي بين فئات المجتمع، وليس كما يظن البعض أن ارتفاع نسبة المتعلمين في المجتمعات هو السبب الأساسي للتوافق في الثقافات بين عناصره، نعم.. سوف تتوافق الأفكار في العلوم والمعرفة، ولكن لن تتوافق ثقافة الفكر والتي دوما تدعم علاقة أفراده بعضهم ببعض وتوحد نظرتهم نحو العديد من الأمور وتوعيهم وتجعلهم يضعون حلولا متطورة لأمور حياتهم تتناسب مع عاداتهم وتقاليدهم وطبيعة بيئتهم، أساسها التعاون والمحبة والإخاء والمشاركة والمرونة في تطبيق التغيرات حسب الحاجة وتبني التغيير المناسب. إن التسلح بديننا الحنيف والذي أمرنا به والتعارف من أجل المحبة والإخاء والترابط هو الخير بعينه لأمة الإسلام ولقد منح الله سبحانه وتعالى الإنسان العقل والحكمة لكي يتدبر أمور دينه ودنياه وسخر له ما في الأرض لكي يتغلب على الصعاب مستعينا به سبحانه وتعالى في شتى الأمور. فلنعد العدة والخطط لأجيال سوف تتوالى من بعدنا، لنوفر لهم الحياة الكريمة والتي تمكنهم من مواصلة مسيرة التقدم بين الأمم. م. عدنان بصراوي