يغلب على أحد رفيدة، إحدى محافظات منطقة عسير الرئيسية، الطابع الزراعي إذ اشتهر سكانها القدماء بزراعة الحبوب. ويوجد فيها أشهر سوق شعبي تاريخي في منطقة عسير حمل اسمها ويعقد في كل يوم أحد من كل أسبوع . وكان ولا زال المكان ملتقى للباعة والشعراء وموقعا اثيرا لمصالحة الخصوم واسداء النصائح والحكم . وتعرف احد رفيدة بثراء تراثها الأصيل الذي يروي تفاصيل الماضي. ولعل ما يميزها عن غيرها احاطتها بعدد كبير من الجبال والسهول والهضاب والأدوية .. في غربها جبال الصحن ، مهلل ، الصفق والمربع وتنتشر الهضاب ذات الأسماء المتعددة في وسطها وشرقها من ابرزها «واظ» ، «الصوح» و «الفرعين»، وأكثرها اتساعا الجزء المعروف ب «الهضب»، وتتخلل الهضاب والجبال سهول صالحة للزراعة ترويها الأودية وأشهرها سهل الواديين وسهل بيشة حيث يتجه شمالا ليروي محافظتي خميس مشيطوبيشة. وهناك واد آخر يمده بالمياه وهو لا يقل عنه أهمية ويعرف بوادي «عنقة» الذي يستمد مياهه من وادي «منع» ووادي نور ويتخلل هضاب «الهضب» واد كبير يعرف ب «التندحي» نسبة إلى مركز تندحة، يستمد مياهه من أعالي جبال «سراة عبيدة»، إلى جانب وادي الحويب الذي يروي الأجزاء الشرقية من سهل الواديين، ووادي العقالة الذي يروي بعض الأجزاء الغربية من تلك السهول، وكلاهما يلتقيان شمال هضاب «المحجر» في واد كبير يعرف ب«عتود». حصون مشيدة البيوت والحصون القديمة في رفيدة تبنى هياكلها من الطين والحجر اما بناء اغلب البيوت فمن الطين المخلوط بالتبن وجذوع الأشجار. وطبقا للخبراء المحليين فإن البناء يبدأ بتحضير المواد الاولية وبعض الاحجار المنحوته كأساسات مع تهيئة الارض . ثم يقوم متعهد البناء الذي يسميه الاهالي «المعلم» بتفقد الارض وتسويتها. ويقول محمد بن مشيط إن العمل في بناء الحصن يبدأ بتعليمات مباشرة من «المعلم» وتحفر الاخاديد في الارض التي تصل الى الطبقه الاولية العلوية عندها يتوقف الحفر ثم يوضع اساس المنزل من احجار صخرية حتى يتساوى بالارض . وهنا ينتهي استخدام الحجر ثم يأتي دور الطين الذي يجلب من اماكن معروفة. ثم يؤتى بالتبن وهو عبارة عن قشور القمح بعد حصاده و طحنه .ويكوم الطين كومة كبيرة يعمل في وسطها حفرة واسعة يصب فيها الماء ويرش عليه التبن ويدخلها الرجال الاشداء فيدوسون التراب بأقدامهم ويخلطونه بأيديهم وتسمى العملية «المقلب» ثم يعاود الرجال الخلط بعد ذلك تتناقله الايدي ليوضع على خشبه معده لذلك تسمى الرعه وهي عباره عن خشبه ذات اربع زوائد يحملها رجلان ينقل عليها الطين المخلوط الى موقع صنع اللبن. ويسمى المكان المنقول اليه الطين مكان ضرب اللبن حيث يستلم الطين عمال آخرون بأيديهم مثابت تسمى الملبن ويترك تحت اشعة الشمس لحرقه لفترة حتى يجف تماما ثم يرفع من على الارض ويقلب في وضعية جيدة على شكل مثلثات ظاهرا باطنها لفترة اخرى معرضا ايضا لأشعة الشمس الحارقة .