يمثل موقع مركز الحرجة أهمية استراتيجية للمسافرين والعابرين من الطريق الإقليمي نجرانخميس مشيط والقادمين من ظهران الجنوب ومن مركز علب الحدودي على وجه الخصوص وهذا ما جعل الحرجة ذات أهمية تجارية واقتصادية منذ عقود مضت، ويحد مركز الحرجة من الشمال محافظة سراة عبيدة ومن الجنوب محافظة ظهران الجنوب ومن الشرق مركز الفيض ومن الغرب الفرشة. وتعد الحرجة مقر مركز الإمارة وكانت تسمى قديما "القاهرة" وتبعد الحرجة عن مدينة ظهران الجنوب مسافة 35 كلم وتقع على ارتفاع قدره 2106 أمتار فوق سطح البحر ضمن منطقة جبال السروات ويمر بالحرجة وادي راحة المتجه من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي ويتوزع سكان الحرجة في قرى متناثرة يزيد عددها على 200 قرية، إلا أنهم يتمركزون على جانبي الطريق الرئيس نجرانخميس مشيط وتتوافر معظم الخدمات في مركز الحرجة مثل الإمارة ومكتب البريد والمحكمة الشرعية ومركز للرعاية الأولية وعشرات المدارس بمختلف المراحل الدراسية للبنين وللبنات ومراكز للشرطة والدفاع المدني والبلدية. وتقع الحرجة على مرتفعات جبال السروات، وهي عبارة عن منطقة مستوية شبه هضبة، وتحيط بها الجبال من جميع الجهات تقريبا، ونجد أن الجبال من الناحية الشمالية والناحية الشرقية أقل ارتفاعا من الناحية الجنوبية والغربية، وتكثر الأودية في المنطقة، ويمكن تقسيم سطح مدينة الحرجة إلى ثلاثة أقسام: الجبال، الأراضي المستوية، الأودية والشعاب. وتحيط الجبال بالحرجة من جميع الجهات، وتمتد في شكلها العام من الجنوب إلى الشمال، وتتميز جبالها الغربية بارتفاعها ومحاذاتها لتهامة قحطان وأشهرها جبال الغول توجد في الركن الجنوبي الغربي من الحرجة، وتتفرع منها أودية ذات انحدار شديد مثل وادي جيسان، ووادي نهاد، ووادي مسف، وتتجه هذه الأودية من الغرب إلى الشمال الشرقي، وتتميز هذه الجبال بشدة انحدارها من ناحية الغرب. الجبال الشرقية تحد المنطقة من الناحية الشرقية، وتعتبر أقل الجبال ارتفاعاً، وهي جبل المقهوا وجبل الجامل وجبل القعمة، ونجد أن الغطاء النباتي بها جيد ولا توجد بها مياه. الجبال الغربية تتميز بارتفاعها الشاهق، وبها حفات صخرية شديدة الانحدار. ونذكر منها جبل جوعان الذي يعتبر من مناطق الجذب السياحي، حيث إنه يطل على المدينة بشكل عام وفي أعلى هذه الجبال مساحة واسعة، حيث قام المجمع القروي بالحرجة بإنشاء متنزه فوق الجبل وتوصيل الخدمات إليه من شق الطريق المؤدي إليه. وبناء بعض المطلات والاستراحات، ومن هذه الجبال أيضاً جبل نطفاء وجبل أبا الصبر وجبل شيبة. الجبال الشمالية تعتبر أقل الجبال ارتفاعا في مدينة الحرجة، وتوجد بها أودية كثيرة، ومن هذه الجبال جبل قبية وجبل العجيزاء وجبل عتم. السهول هي أرض مستوية شبه هضبة، حيث تقام على هذه الهضبة النشاطات السكانية المختلفة من الزراعة والرعي، وذلك لتوفر المياه ولخصوبة التربة واستواء الأرض مما يساعد على قيام هذه النشاطات. وتقام عليها أنماط العمران المختلفة، وتتسع هذه الهضبة من الناحية الشرقية حيث تشكل مساحات واسعة استغلت كمراع للحيوانات، ونذكر من هذه الهضاب: هضاب محجر النجايب وهضاب الحرجة وهضاب الرجمة وهضاب وادي يعوض. تكثر الأودية والشعاب في مدينة الحرجة، وتنحدر معظم الأودية من الغرب إلى الشرق وتقام على ضفاف هذه الأودية الأراضي الزراعية، ومن هذه الأودية: وادي راحة يعتبر من أهم الأودية وأكبرها طولاً واتساعا حيث طوله نحو 70 كلم ويمر هذا الوادي بمعظم قرى المنطقة ويصب في وادي الفيض ويتجه من الجنوب الغربي إلى الناحية الشرقية. وادي يعوض يعتبر ثاني الأودية من حيث الطول والاتساع حيث طوله نحو 20 كلم، ويتجه من الجبال الغربية إلى شرق المدينة وتقام الأراضي الزراعية على أطراف ذلك الوادي لاعتماد تلك الأراضي الزراعية على ري مزارعها من ذلك الوادي بطريقة السدود الترابية "العقوم". وادي محلاه يمر بقرى محلاه من أعلى الوادي حيث يمر بآل جويد وآل مصلح وآل عامر وقرى آل الشقى وآل حايض وآل سفران وآل دلهام وآل رفيع، ويتجه مثل معظم الأودية من الناحية الغربية إلى شرق المدينة. وادي محجر النجايب يتجه من الجنوب إلى الشمال، ويصب في وادي راحة ويمر بمرعى مضارح وقرية النجايب، ويعتبر من الأودية التي في مرحلة الشباب، ويقصد بذلك أنه حديث التكوين، وهناك أودية كثيرة نذكر منها وادي الرصاص والمحوى ووادي آل شرية والعريجاء ووادي مضارح ومعظمها تتجه من الناحية الغربية في اتجاه الشرق، وتكثر الشعاب وهي منطقة ذات غطاء نباتي كثيف في المنطقة مثل شعب الزرايب والذي يقطن فيه أعداد كبيرة من البدو لتوفر العشب والمياه مصدر غذاء ماشيتهم، ويكثر فيه أشجار الطلح والعوسج والنظار، ونذكر أيضاً شعب آل سواد، وشعبة برعم، وشعبة أم ظرفين في شمال الحرجة، وشعب حضن الظرافي غربها. ويعتبر مناخ الحرجة معتدلا صيفا وباردا شتاء بصورة عامة، إذ تبلغ درجة الحرارة العظمى 25 درجة والصغرى 5 درجات مئوية ومتوسط الحرارة 20 درجة مئوية، وتتمتع بمعدل هطول أمطار يبلغ 200 ملم وتسقط معظم الأمطار في فصل الصيف.