جلس الرجل يأكل وزوجته من قدر واحد، وبعد قليل تنهّد الرجل بعد لحظات شرود، وقال: ما أجملنا يوم ان كنا اثنين، فردت زوجته بدهشة: اننا اثنان فقط، فبادرها الرجل: قصدت يوم ان كنا انا والقدر فقط! كنت أوردت هذه القصة في مجلة غذائية متخصصة، وكنت وما زلت لا أعرف ما الذي حدث للرجل بعد هذه الشفافية التي كنا نتمناها في كثير من الشركات المساهمة، والجهات الخدمية، ولا أعرف ولم يستطع غيري ان يحدد عند اي طبيب شعبي او رسمي تم استقباله وتضميد جروحه، او كسوره اذا كان الموضوع قد تطور. أزعم ان الرجل مظلوم كالعادة، فصاحبنا اعلاه كان له مقاصد صحية، وهو كان يوجّه زوجته الى نظام حمية، لكن لأنهم في ذاك الزمان لا يعرفون الحمية ولا الريجيم تم فهمه على نحو خاطئ. يبدو لي ان مغزاه عميق، فالجميع يعرف ان الانسان اذا أكل وحده يأكل اقل، ربما لانه يكثر من الشرود، او يقلل من الأكل ليقلل الزمن ويلتحق بالآخرين، لأن الانسان كائن اجتماعي بالفطرة، أما اذا اكل برفقة احد ما، اياً كان هذا «الأحد» فإنه سيأكل أكثر خصوصاً اذا كان مقرباً منه او ممن لا كلفة بينهما. اذاً فالأخ الزعيم المنزلي أعلاه كان يقصد انه لو أكل وحده، وهي أكلت وحدها لقلت كمية الطعام المأكولة، ولأصبحت زوجته أكثر رشاقة، او بمعنى تفهمه النساء لقلت فرص ان يتزوج عليها، خصوصاً ان القصة رويت في زمان الشجعان، يوم ان كان الرجل يستطيع ان يتزوج دون ان يقضي شهر العسل مقطعاً في كيس بلاستيك أسود يظهر مدى الحقد عليه حتى وهو ميت. ما يستفاد من القصة هو ان على النساء ان يكن اكثر صبراً، وعلى الرجال ان يكونوا اكثر ايضاحاً، فلو قال لك زوجك انه يفضل الأكل مع الاصدقاء فليذهب تفكيرك فوراً الى انه يساعدك على انقاص وزنك، ولو قالت لك زوجتك «بسلامتك» فهي تقصد ان «تتنكد» وتقل شهيتك ولا تأكل بالمعدل المرتفع الذي تعودت عليه وانت تقهقه مع الشباب في مطعمكم او استراحتكم. ويقال والعهدة على الرواة ان مؤرخي علم الاجتماع بحثوا عن القدر الصغير، اداة الجريمة في القصة، فلم يجدوه، وذهب بعضهم الى انه «انطعج» من قوة ارتطامه برأس الزوج، وفي روايات اخرى غير موثقة انه «انبعج»، وفي ثالثة انه انفلق الى قطع عدة فلم يتم توريثه لابنتهم ليكون ضمن مطبخها، يوم ان كانت الناس تتوارث القدور وأدوات المطبخ. [email protected]